١٣وأخرى تحبونها نصر . . . . . ولما ذكر تعالى ما يمنعهم من الثواب في الآخرة ، ذكر ما يسرهم في العاجلة ، وهي ما يفتح عليهم من البلاد . { وَأُخْرَى } : صفة لمحذوف ، أي ولكم مثوية أخرى ، أو نعمة أخرى عاجلة إلى هذه النعمة الآجلة . فأخرى مبتدأ وخبره المقدر لكم ، وهو قول الفراء ، ويرجحه البدل منه بقوله :{ نَصْرٌ مّن اللّه } ، و { تُحِبُّونَهَا } صفة ، أي محبوبة إليكم . وقال قوم : وأخرى في موضع نصب بإضمار فعل ، أي ويمنحكم أخرى ؛ ونصر خبر مبتدأ ، أي ذلك ، أو هو نصر . وقال الأخفش : وأخرى في موضع جر عطفاً على تجارة ، وضعف هذا القول لأن هذه الأخرى ليست مما دل عليه ، إنما هي من الثواب الذي يعطيهم اللّه على الإيمان والجهاد بالنفس والمال . وقرأ الجمهور :{ نَصْرُ } بالرفع ، وكذا { وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } ؛ وابن أبي عبلة : بالنصب فيها ثلاثتها ، ووصف أخرى بتحبونها ، لأن النفس قد وكلت بحب العاجل ، وفي ذلك تحريض على ما يحصل ذلك ، وهو الإيمان والجهاد . وقال الزمخشري : وفي تحبونها شيء من التوبيخ على محبة العاجل ، قال : فإن قلت : لم نصب من قرأ نصراً من اللّه وفتحاً قريباً ؟ قلت : يجوز أن ينصب على الاختصاص ، أو على ينصرون نصراً ويفتح لكم فتحاً ، أو على { يَغْفِرْ لَكُمْ } و { لَهُمْ جَنَّاتُ } ويؤتكم أخرى نصراً وفتحاً قريباً . فإن قلت علام عطف قوله :{ وَبَشّرِ الْمُؤْمِنِينَ } ؟ قلت : على { تُؤْمِنُونَ } ، لأنه في معنى الأمر ، كأنه قيل : آمنوا وجاهدوا يثبكم اللّه وينصركم ، وبشر يا رسول اللّه المؤمنين بذلك . انتهى . |
﴿ ١٣ ﴾