١٤

يا أيها الذين . . . . .

{كُونُواْ أَنصَارَ اللّه} : ندب المؤمنين إلى النصرة ووضع لهم هذا الاسم ، وإن كان قد صار عرفاً للأوس والخزرج ، وسماهم اللّه به .

وقرأ الأعرج وعيسى وأبو عمرو والحرميان : أنصاراً للّه بالتنوين ؛ والحسن والجحدري وباقي السبعة : بالإضافة إلى اللّه ، والظاهر أن كما في موضع نصب على إضمار ، أي قلنا لكم ذلك كما قال عيسى . وقال مكي : نعت لمصدر محذوف ، والتقدير : كونوا كوناً .

وقيل : نعت لأنصاراً ، أي كونوا أنصار اللّه كما كان الحواريون أنصار عيسى حين قال :{ مَنْ أَنصَارِى إِلَى اللّه} انتهى . والحواريون اثنا عشر رجلاً ، وهم أول من آمن بعيسى ، بثهم عيسى في الآفاق ، بعث بطرس وبولس إلى رومية ، وأندارس ومتى إلى الأرض التي يأكل أهلها الناس ، وبوقاس إلى أرض بابل ، وفيليس إلى قرطاجنة وهي إفريقية ، ويحنس إلى أقسوس قرية أصحاب الكهف ، ويعقوبين إلى بيت المقدس ، وابن بليمن إلى أرض الحجاز وتستمر إلى أرض البربر وما حولها ، وفي بعض أسمائهم إشكال من جهة الضبط ، فليلتمس ذلك من مظانه .{ يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ بِعَيسَى عَلَى عَدُوّهِمْ } : وهم الذين كفروا بعيسى ، { فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ } : أي قاهرين لهم مستولين عليهم . وقال زيد بن عليّ وقتادة : ظاهرين : غالبين بالحجة والبرهان .

وقيل : أيدنا المسلمين على الفرقتين الضالتين ، واللّه أعلم .

﴿ ١٤