١٢

اللّه الذي خلق . . . . .

{اللّه الَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ } : لا خلاف أن السموات سبع بنص القرآن والحديث ، كما جاء في حديث الإسراء ، ولقوله صلى اللّه عليه وسلم لسعد : { حكمت بحكم الملك من فوق سبعة أرقعة } ، وغيره من نصوص الشريعة .

وقرأ الجمهور : { مِثْلَهُنَّ } بالنصب ؛ والمفضل عن عاصم ، وعصمة عن أبي بكر : مثلُهن بالرفع فالنصب ،

قال الزمخشري : عطفاً على { سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} انتهى ، وفيه الفصل بالجار والمجرور بين حرف العطف ، وهو الواو ، والمعطوف ؛ وهو مختص بالضرورة عند أبي عليّ الفارسي ، وأضمر بعضهم العامل بعد الواو لدلالة ما قبله عليه ، أي وخلق من الأرض مثلهن ، فمثلهن مفعول للفعل المضمر لا معطوف ، وصار ذلك من عطف الجمل والرفع على الابتداء ، { وَمِنَ الاْرْضِ } الخبر ، والمثلية تصدق بالاشتراك في بعض الأوصاف . فقال الجمهور : المثلية في العدد : أي مثلهن في كونها سبع أرضين . وفي الحديث : { طوقه من سبع أرضين  ، ورب الأرضين السبع وما أقللن } ، فقيل : سبع طباق من غير فتوق .

وقيل : بين كل طبقة وطبقة مسافة . قيل : وفيها سكان من خلق اللّه . قيل : ملائكة وجن .

وعن ابن عباس ، من رواية الواقدي الكذاب ، قال : في كل أرض آدم كآدم ، ونوح كنوح ، ونبي كنبيكم ، وإبراهيم كإبراهيمكم ، وعيسى كعيسى ، وهذا حديث لا شك في وضعه . وقال أبو صالح : إنها سبع أرضين منبسطة ، ليس بعضها فوق بعض ، تفرق بينها البحار ، وتظل جميعها السماء .

{يَتَنَزَّلُ الاْمْرُ بَيْنَهُنَّ } : من السموات السبع إلى الأرضين السبع . وقال مقاتل وغيره : الأمر هنا الوحي ، فبينهن إشارة إلى بين هذه الأرض التي هي أدناها وبين السماء السابعة . وقال الأكثرون : الأمر : القضاء ، فبينهن إشارة إلى بين الأرض السفلى التي هي أقصاها وبين السماء السابعة التي هي أعلاها .

وقيل :{ يَتَنَزَّلُ الاْمْرُ بَيْنَهُنَّ } بحياة وموت وغنى وفقر . وقى ل : هو ما يدبر فيهن من عجيب تدبير .

وقرأ الجمهور :{ يَتَنَزَّلُ } مضارع تنزل .

وقرأ عيسى وأبو عمر ،

وفي رواية : ينزل مضارع نزل مشدّداً ، الأمر بالنصب ؛ والجمهور :{ لّتَعْلَمُواْ } بتاء الخطاب . وقرىء : بياء الغيبة ، واللّه تعالى أعلم .

﴿ ١٢