٤إن تتوبا إلى . . . . . {إِن تَتُوبَا إِلَى اللّه} : انتقال من غيبة إلى خطاب ، ويسمى الالتفات والخطاب لحفصة وعائشة .{ فَقَدْ صَافَّاتٍ } : مالت عن الصواب ، وفي حرف عبد اللّه : راغت ، وأتى بالجمع في قوله :{ قُلُوبُكُمَا } ، وحسن ذلك إضافته إلى مثنى ، وهو ضميراهما ، والجمع في مثل هذا أكثر استعمالاً من المثنى ، والتثنية دون الجمع ، كما قال الشاعر : فتخالسا نفسيهما بنوافذ كنوافذ العبط التي لا ترفع وهذا كان القياس ، وذلك أن يعبر بالمثنى عن المثنى ، لكن كرهوا اجتماع تثنيتين فعدلوا إلى الجمع ، لأن التثنية جمع في المعنى ، والإفراد لا يجوز عند أصحابنا إلا في الشعر ، كقوله : حمامة بطن الواديين ترنمي يريد : بطني . وغلط ابن مالك فقال في كتاب التسهيل : ونختار لفظ الإفراد على لفظ التثنية . وقرأ الجمهور : تظاهرا بشد الظاء ، وأصله تتظاهرا ، وأدغمت التاء في الظاء ، وبالأصل قرأ عكرمة ، وبتخفيف الظاء قرأ أبو رجاء والحسن وطلحة وعاصم ونافع في رواية ، وبشد الظاء والهاء دون ألف قرأ أبو عمرو في رواية ، والمعنى : وأن تتعاونا عليه في إفشاء سره والإفراط في الغيرة ، { فَإِنَّ اللّه هُوَ مَوْلَاهُ } : أي مظاهره ومعينه ، والأحسن الوقف على قوله :{ مَوْلاهُ} ويكون { وَجِبْرِيلُ } مبتدأ ، وما بعده معطوف عليه ، والخبر { ظَهِيرٍ} فيكون ابتداء الجملة بجبريل ، وهو أمين وحي اللّه واختتامه بالملائكة . وبدىء بجبريل ، وأفرد بالذكر تعظيماً له وإظهاراً لمكانته عند اللّه . ويكون قد ذكر مرتين ، مرة بالنص ومرة في العموم . واكتنف صالح المؤمنين جبريل تشريفاً لهم واعتناء بهم ، إذ جعلهم بين الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون . فعلى هذا جبريل داخل في الظهراء لا في الولاية ، ويختص الرسول بأن اللّه هو مولاه . وجوزوا أن يكون { وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ } عطفاً على اسم اللّه ، فيدخلان في الولاية ، ويكون { وَالْمَلَئِكَةُ } مبتدأ ، والخبر { ظَهِيرٍ } ، فيكون جبريل داخلاً في الولاية بالنص ، وفي الظهراء بالعموم ، والظاهر عموم وصالح المؤمنين فيشمل كل صالح . وقال قتادة والعلاء بن العلاء بن زيد : هم الأنبياء ، وتكون مظاهرتهم له كونهم قدوة ، فهم ظهراء بهذا المعنى . وقال عكرمة والضحاك وابن جبير ومجاهد : المراد أبو بكر وعمر ، وزاد مجاهد : وعلي بن أبي طالب . وقيل : الصحابة . وقيل : الخلفاء . وعن ابن جبير : من يرىء من النفاق ، وصالح يحتمل أن يراد به الجمع ، وإن كان مفرداً فيكون كالسامر في قوله :{ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً } ،أي سماراً . ويحتمل أن يكون جمعاً حذفت منه الواو خطأ لحذفها لفظاً ، كقوله :{ سَنَدْعُ } ، وأفرد الظهير لأن المراد فوج ظهير ، وكثيراً ما يأتي فعيل نحو : هذا للمفرد والمثنى والمجموع بلفظ المفرد ، كأنهم في الظاهرة يد واحدة على من يعاديه ، فما قد تظاهر امرأتين على من هؤلاء ظهراؤه ، وذلك إشارة إلى تظاهرهما ، أو إلى الولاية . وفي الحديث أن عمر قال : يا رسول اللّه لا تكترث بأمر نسائك ، واللّه معك ، وجبريل معك ، وأبو بكر وأنا معك ، فنزلت . |
﴿ ٤ ﴾