سورة القلممكية بسم اللّه الرحمن الرحيم ١ن والقلم وما . . . . . المهين ، قال الرماني : الوضيع لإكثاره من القبائح ، من المهانة ، وهي القلة . الهمز : أصله في اللغة الضرب طعناً باليد أو بالعصا أو نحوها ، ثم استعير للذي ينال بلسانه . قال القاضي منذر بن سعيد : وبعينه وإشارته . النميم والنميمة : مصدران لنمّ ، وهو نقل ما يسمع مما يسوء ويحرش النفوس . وقيل : النميم جمع نميمة ، يريدون به اسم الجنس . العتل ، قال الكلبي والفرّاء : الشديد الخصومة بالباطل . وقال معمر : هو الفاحش اللئيم . قال الشاعر : بعتلّ من الرّجال زنيم غير ذي نجدة وغير كريم وقيل : الذي يعتل الناس : أي يجرّهم إلى حبس أو عذاب ، ومنه : { خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ} قال ابن السكيت : عتلته وعتنته باللام والنون . الزنيم : الدعي . قال حسان : زنيم تداعاه الرّجال زيادة كما زيد في عرض الأديم الأكارع وقال أيضاً : وأنت زنيم نيط في آل هاشمكما نيط خلف الراكب القدح الفرد والزنيم من الزنمة ، وهي الهنة من جلد الماعز ، تقطع فتخلى معلقة في حلقة ، سمي الدعي بذلك لأنه زيادة معلقة بغير أهله . وسمه : جعل له سمة ، وهي العلامة تدل على شيء . قال جرير : لما وضعت على الفرزدق ميسمي وعلى البعيث جدعت أنف الأخطل الخرطوم : الأنف ، والخرطوم من صفات الخمر ، قال الشاعر : قد أشهد الشرب فيهم مزهر زنم والقوم تصرعهم صهباء خرطوم قال الشمنتري : الخرطوم أول خروجها من الدّن ، ويقال لها الأنف أيضاً ، وذلك أصفى لها وأرق . وقال النضر بن شميل : الخرطوم : الخمر ، وأنشد للأعرج المغني : تظل يومك في لهو وفي لعب وأنت بالليل شراب الخراطيم الصرام : جداد النخل . الجرد : المنع ، من قولهم : حاردت الإبل إذا قلت ألبانها ، وحاردت السنة : قلّ مطرها وخيرها ، قاله أبو عبيد والقتبي ، والحرد : الغضب . قال أبو نضر أحمد بن حاتم صاحب الأصمعي : وهو مخفف ، وأنشد : إذا جياد الخيل جاءت تردي مملوءة من غضب وحرد وقال الأشهب بن رميلة : أسود شرى لاقت أسود خفية تساقوا على حرد دماء الأساود وقال ابن السكيت : وقد يحرك ، تقول : حرد بالكسر حرداً فهو حردان ، ومنه قيل : أسد حارد ، وليوث حوارد ، والحرد : الانفراد ، حرد يحرد حروداً : تنحى عن قومه ونزل منفرداً ولم يخالطهم ، وكوكب حرود : معتزل عن الكواكب . وقال الأصمعي : المنحرد : المنفرد في لغة هذيل . انتهى . والحرد : القصد ، حرد يحرد بالكسر : قصد ، ومنه حردت حردك : أي قصدت قصدك . ومنه قول الشاعر : وجاء سيل كان من أمر اللّه يحرد حرد الجنة المغله هذه السورة مكية . قال ابن عطية : ولا خلاف فيها بين أحد من أهل التأويل . انتهى . ومعظمها نزل في الوليد بن المغيرة وأبي جهل . ومناسبتها لما قبلها : أنه فيما قبلها ذكر أشياء من أحوال السعداء والأشقياء ، وذكر قدرته الباهرة وعلمه الواسع ، وأنه تعالى لو شاء لخسف بهم أو لأرسل عليهم حاصباً . وكان ما أخبر تعالى به هو ما تلقفه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالوحي ، وكان الكفار ينسبونه مرة إلى الشعر ، ومرة إلى السحر ، ومرة إلى الجنون ؛ فبدأ سبحانه وتعالى هذه السورة ببراءته مما كانوا ينسبونه إليه من الجنون ، وتعظيم أجره على صبره على أذاهم ، وبالثناء على خلقه العظيم . {ن } : حرف من حروف المعجم ، نحو ص وق ، وهو غير معرب كبعض الحروف التي جاءت مع غيرها مهملة من العوامل والحكم على موضعها بالإعراب تخرص . وما يروى عن ابن عباس ومجاهد : أنه اسم الحوت الأعظم الذي عليه الأرضون السبع . وعن ابن عباس أيضاً والحسن وقتادة والضحاك : أنه اسم الدواة . وعن معاوية بن قرة : يرفعه أنه لوح من نور . وعن ابن عباس أيضاً : أنه آخر حرف من حروف الرحمن . وعن جعفر الصادق : أنه نهر من أنهار الجنة ، لعله لا يصح شيء من ذلك . وقال أبو نصر عبد الرحيم القشيري في تفسيره : ن حرف من حروف المعجم ، فلو كان كلمة تامة أعرب كما أعرب القلم ، فهو إذن حرف هجاء كما في سائر مفاتيح السور . انتهى . ومن قال إنه اسم الدواة أو الحوت وزعم أنه مقسم به كالقلم ، فإن كان علماً فينبغي أن يجر ، فإن كان مؤنثاً منع الصرف ، أو مذكراً صرف ، وإن كان جنساً أعرب ، ونون وليس فيه شيء من ذلك فضعف القول به . و قال ابن عطية : إذا كان اسماً للدواة ، فإما أن يكون لغة لبعض العرب ، أو لفظة أعجمية عربت ، قال الشاعر : إذا ما الشوق برّح بي إليهم ألقت النون بالدمع السجوم فمن جعله البهموت ، جعل القلم هو الذي خلقه اللّه وأمره بكتب الكائنات ، وجعل الضمير في { يَسْطُرُونَ } للملائكة . ومن قال : هو اسم ، جعله القلم المتعارف بأيدي الناس ؛ نص على ذلك ابن عباس وجعل الضمير في { يَسْطُرُونَ } للناس ، فجاء القسم على هذا المجموع أمر الكتاب الذي هو قوام للعلوم وأمور الدنيا والآخرة ، فإن القلم أخو اللسان ونعمة من اللّه عامة . انتهى . وقرأ الجمهور :{ ن } بسكون النون وإدغامها في واو { وَالْقَلَمِ } بغنة وقوم بغير غنة ، وأظهرها حمزة وأبو عمرو وابن كثير وقالون وحفص . وقرأ ابن عباس وابن أبي إسحاق والحسن وأبو السمال : بكسر النون لالتقاء الساكنين ؛ وسعيد بن جبير وعيسى : بخلاف عنه بفتحها ، فاحتمل أن تكون حركة إعراب ، وهو اسم للسورة أقسم به وحذف حرف الجر ، فانتصب ومنع الصرف للعلمية والتأنيث ، ويكون { وَالْقَلَمِ } معطوفاً عليه . واحتمل أن يكون لالتقاء الساكنين ، وأوثر الفتح تخفيفاً كأين ، وما يحتمل أن تكون موصولة ومصدرية ، والضمير في { يَسْطُرُونَ } عائد على الكتاب لدلالة القلم عليهم ، فإما أن يراد بهم الحفظة ، وإما أن يراد كل كاتب . وقال الزمخشري : ويجوز أن يراد بالقلم أصحابه ، فيكون الضمير في { يَسْطُرُونَ } لهم ، كأنه قيل : وأصحاب القلم ومسطوراتهم أو وتسطيرهم . انتهى . فيكون كقوله :{ كَظُلُمَاتٍ فِى بَحْرٍ لُّجّىّ } : أي وكذي ظلمات ، ولهذا عاد عليه الضمير في قوله :{ يَغْشَاهُ مَوْجٌ} وجواب القسم :{ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبّكَ بِمَجْنُونٍ} ويظهر |
﴿ ١ ﴾