١٣

عتل بعد ذلك . . . . .

وفي حديث شداد بن أوس

قلت : يعني لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. وما العتل الزنيم ؟ قال : الرحيب الجوف ، الوتير الخلق ، الأكول الشروب ، الغشوم الظلوم .

وقرأ الحسن : عتل برفع اللام ، والجمهور : بجرها بعد ذلك .

وقال الزمخشري : جعل جفاءه ودعوته أشد معايبه ، لأنه إذا جفا وغلظ طبعه قسا قلبه واجترأ على كل معصية ، ولأن الغالب أن النطفة إذا خبثت خبث الناشىء منها ، ومن ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم { لا يدخل الجنة ولد الزنا ولا ولده ولا ولد ولده } ، وبعد ذلك نظير ثم في قوله : { ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ ءامَنُواْ}

وقرأ الحسن : عتل رفعاً على الذم ، وهذه القراءة تقوية لما يدل عليه بعد ذلك . انتهى . و

قال ابن عطية :{ بَعْدَ ذَلِكَ } : أي بعد أن وصفناه به ، فهذا الترتيب إنما هو في قول الواصف لا في حصول تلك الصفات في الموصوف ، وإلا فكونه عتلاً هو قبل كونه صاحب خبر يمنعه . انتهى . والزنيم : الملصق في القوم وليس منهم ، قاله ابن عباس وغيره .

وقيل : الزنيم : المريب القبيح الأفعال ،

وعن ابن عباس أيضاً : الزنيم : الذي له زنمة في عنقه كزنمة الشاة ، وما كنا نعرف المشار إليه حتى نزلت فعرفناه بزنمته . انتهى . وروي أن الأخفش بن شريف كان بهذه الصفة ، كان له زنمة . وروى ابن جبير عن ابن عباس أن الزنيم هو الذي يعرف بالشر ، كما تعرف الشاة بالزنمة . وعنه أيضاً : أنه المعروف بالابنة . وعنه أيضاً : أنه الظلوم . وعن عكرمة : هو اللئيم . وعن مجاهد وعكرمة وابن المسيب : أنه ولد الزنا الملحق في النسب بالقوم ، وكان الوليد دعيا في قريش ليس من منحهم ، ادعاه أبوه بعد ثمان عشرة من مولده . وقال مجاهد : كانت له ستة أصابع في يده ، في كل إبهام أصبع زائدة ، والذي يظهر أن هذه الأوصاف ليست لمعين . ألا ترى إلى قوله :{ كُلَّ حَلاَّفٍ } ، وقوله :{ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ } ؟ فإنما وقع النهي عن طواعية من هو بهذه الصفات .

﴿ ١٣