١٧

إنا بلوناهم كما . . . . .

ولما ذكر المتصف بتلك الأوصاف الذميمة ، وهم كفار قريش ، أخبر تعالى بما حل بهم من الابتلاء بالقحط والجوع بدعوة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم { اللّهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف } الحديث ، كما بلونا أصحاب الجنة المعروف خبرها عندهم . كانت بأرض اليمين بالقرب منهم قريباً من صنعاء لرجل كان يؤدي حق اللّه منها ، فمات فصارت إلى ولده ، فمنعوا الناس خيرها وبخلوا بحق اللّه تعالى ، فأهلكها اللّه تعالى من حيث لم يمكنهم دفع ما حل بهم .

وقيل : كانت بصوران على فراسخ من صنعاء لناس بعد رفع عيسى عليه السلام ، وكان صاحبها ينزل للمساكنين ما أخطأه المنجل وما في أسفل الأكراس وما أخطاه القطاف من العنب وما بقي على السباط تحت النخلة إذا صرمت ، فكان يجتمع لهم شيء كثير . فلما مات قال بنوه : إن فعلنا ما كان يفعل أبونا ضاق علينا الأمر ونحن أولو عيال ، فحلفوا { لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } في السدف خفية من المساكين ، ولم يستثنوا في يمينهم ؛ والكاف في { كَمَا بَلَوْنَا } في موضع نصب ، وما مصدرية .

وقيل : بمعنى الذي ، وإذ معمول لبلوناهم ليصرمنها جواب القسم لا على منطوقهم ، إذ لو كان على منطوقهم لكان لنصرمنها بنون المتكلمين ، والمعنى : ليجدن ثمرها إذا دخلوا في الصباح قبل خروج المساكين إلى عادتهم مع أبيهم .

﴿ ١٧