سورة القيامة

مكية

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

لا أقسم بيوم . . . . .

برق بكسر الراء : فزع ودهش ، وأصله من برق الرجل ، إذا نظر إلى البرق فدهش بصره ، ومنه قول ذي الرمّة : ولو أنّ لقمان الحكيم تعرّضت

لعينيه ميّ سافراً كاد يبرق

قال الأعشى : وكنت أرى في وجه مية لمحة

فأبرق مغشياً عليّ مكانياً

وبرق بفتح الراء : شق بصره ، وهو من البريق ، أي لمع بصره من شدّة شخوصه . الوزر : ما يلجأ إليه من

حصن أو جبل أو غيرهما ، قال الشاعر : لعمرك ما للفتى من وزر

من الموت يدركه والكبر

النضرة : النعمة وجمال البشرة وطراوتها ، قال الشاعر : أبى لي قبر لا يزال مقابلي

وضربة فاس فوق رأسي فاقره

أي : مؤثرة . التراقي جمع ترقوة : وهي عظام الصدر ، ولكل إنسان ترقونان ، وهو موضع الحشرجة ، قال دريد بن الصمة : ورب عظيمة دافعت عنهم

وقد بلغت نفوسهم التراقي

رقي يرقى من الرقية ، وهي ما يستشفى به للمريض من الكلام المعد لذلك . تمطى : تبختر في مشيته ، وأصله من المطا وهو الظهر ، أي يلوي مطاه تبختراً .

وقيل : أصله تمطط : أي تمدّد في مشيته ، ومد منكبيه ، قلبت الطاء فيه حرف علة كراهة اجتماع الأمثال ، كما قالوا : تظني من الظن ، وأصله تظنن ، والمطيطا : التبختر ومد اليدين في المشي ، والمطيط : الماء الخاثر في أسفل الحوض ، لأنه يتمطط فيه ، أي يمتد ؛ وعلى هذا الاشتقاق لا يكون أصله من المط لاختلاف المادتين ، إذ مادة المطا م ط و ، ومادة تمطط م ط ط . سدى : مهمل ، يقال إبل سدى : أي مهملة ترعى حيث شاءت بلا راع ، وأسديت الشيء : أي أهملته ، وأسديت حاجتي : ضيعتها . قال الشاعر : فأقسم باللّه جهد اليمين

ما خلق اللّه شيئاً سدى

وقال أبو بكر بن دريد في المقصورة : لم أر كالمزن سواما بهلا

تحسبها مرعية وهي سدى

هذه السورة مكية . ومناسبتها لما قبلها : أن في آخر ما قبلها قوله : { كَلاَّ بَل لاَّ يَخَافُونَ الاْخِرَةَ كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ } ، وفيها كثير من أحوال القيامة ، فذكر هنا يوم القيامة وجملاً من أحوالها .

﴿ ١