سورة المرسلات

مكية

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

والمرسلات عرفا

فرجت الشيء : فتحته فانفرج ، قال الراجز :

الفارجو باب الأمير المبهم

كفت : ضم وجمع ، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام :  { اكفتوا صبيانكم} . ومنه قيل ليقبع الغرقد : كفت وكفته ، والكفات اسم لما يكفت ، كالضمام والجماع ؛ يقال : هذا الباب جماع الأبواب ، وقال الصمصامة بن الطرماح

فأنت اليوم فوق الأرض حي

وأنت غدا تضمك في كفات

وقال أبو عبيدة : الكفات : الوعاء . شمخ : ارتفع . الشرر : ما تطاير من النار متبدّداً في كل جهة ، واحده شرارة ، ولغة تميم : شرار بالألف واحده شرارة . القصر : الدار الكبيرة المشيدة ، والقصر : قطع من الخشب قدر الذراع وفوقه ودونه يستعد به للشتاء ، واحده قصرة ؛ والقصر ، بفتح الصاد : أعناق الإبل والنخل والناس ، واحده قصرة ؛ وبكسر القاف وفتح الصاد جمع قصرة ، كحلقة من الحديد وحلق ، واللّه تعالى أعلم .

هذه السورة مكية . وحكي عن ابن عباس وقتادة ومقاتل أن فيها آية مدنية وهي :{ وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُواْ لاَ يَرْكَعُونَ} ومناسبتها لما قبلها ظاهرة جدّاً ، وهو أنه تعالى يرحم من يشاء ويعذب الظالمين ، فهذا وعد منه صادق ، فأقسم على وقوعه في هذه فقال :{ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَواقِعٌ} ولما كان المقسم به موصوفات قد حذفت وأقيمت صفاتها مقامها ، وقع الخلاف في تعيين تلك الموصوفات . فقال ابن مسعود وأبو هريرة وأبو صالح ومقاتل والفرّاء :{ وَالْمُرْسَلَاتِ } : الملائكة ، أرسلت بالعرف ضد النكر وهو الوحي ، فبالتعاقب على العباد طرفي النهار .

وقال ابن عباس وجماعة : الأنبياء ، ومعنى عرفاً : إفضالاً من اللّه تعالى على عباده ، ومنه قول الشاعر :

لا يذهب العرف بين اللّه والناس

وانتصابه على أنه مفعول له ، أي أرسلن للإحسان والمعروف ، أو متتابعة تشبيهاً بعرف الفرس في تتابع شعره وأعراف الخيل . وتقول العرب : الناس إلى فلان عرف واحد إذا توجهوا إليه متتابعين ، وهم عليه كعرف الضبع إذا تألبوا عليه ، وانتصابه على الحال . وقال ابن مسعود أيضاً وابن عباس أيضاً ومجاهد وقتادة : الرّياح . وقال الحسن : السحاب .

وقرأ الجمهور :{ عُرْفاً } بسكون الراء ، وعيسى : بضمها .

﴿ ١