٢

عبس وتولى

تصدّى : تعرّض ، قال الراعي : تصدى لو ضاح كأن جبينه

سراج الدجى يجيء إليه الأساور

وأصله : تصدّد من الصدد ، وهو ما استقبلك وصار قبالتك ، يقال : داري صدد داره : أي قبالتها .

وقيل : من الصدى ، وهو العطش .

وقيل : من الصدى ، وهو الصوت الذي تسمعه إذا تكلمت من بعد في خلاء كالجبل ، والمصاداة : المعارضة . السفرة : الكتبة ، الواحد سافر ، وسفرت المرأة : كشفت النقاب ، وسفرت بين القوم أسفر سفارة : أصلحت بينهم ، قاله الفراء ، الواحد سفير ، والجمع سفراء . قال الشاعر : فما أدع السفارة بين قومي

وما أسعى بغش إن مشيت

القضب ، قال الخليل ، الفصفصة الرطبة ، ويقال بالسين ، فإذا يبست فهي القت . قال : والقضب اسم يقع على ما يقع من أغصان الشجرة ليتخذ منها سهام أو قسي . الغلب جمع غلباء ، يقال : حديقة غلباء : غليظة الشجر ملتفة ، واغلولب العشب : بلغ والتف بعضه ببعض ، ورجل أغلب : غليظ الرقبة ، والأصل في هذا الوصف استعماله في الرقاب ، ومنه قول عمرو بن معدي كرب : يسعى بها غلب الرقاب كأنهم

بزل كسين من الشعور جلالا

الأبّ : المرعى لأنه يؤبّ ، أي يؤم وينتجع ، والأبّ والأم أخوان . قال الشاعر : جذمنا قيس ونجد دارنا

ولنا الأبّ به والمكرع

وقيل : ما يأكله الآدميون من النبات يسمى الحصيد ، وما أكله غيرهم يسمى الأب ، ومنه قول الصحابة يمدح رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : له دعوة ميمونة ريحها الصبا

بها ينبت اللّه الحصيدة والأبا

الصاخة ، قال الخليل : صيحة تصخ الآذان صخاً ، أي تصمها لشدة وقعتها .

وقيل : مأخوذة من صخه بالحجر إذا صكه .

وقال الزمخشري : أصاخ لحديثه مثل أصاخ له . الغبرة : الغبار . القترة : سواد كالدخان . وقال أبو عبيدة : القتر في كلام العرب : الغبار ، جمع القترة . وقال الفرزدق : متوّج برداء الملك يتبعه

فوج ترى فوقه الرايات والقترا

هذه السورة مكية . وسبب نزولها مجيء ابن أم مكتوم إليه / صلى اللّه عليه وسلم ، وقد ذكر أهل الحديث وأهل التفسير قصته . ومناسبتها لما قبلها : أنه لما ذكر { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا } ، ذكر في هذه من ينفعه الإنذار ومن لم ينفعه الإنذار ، وهم الذين كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يناجيهم في أمر الإسلام : عتبة بن ربيعة وأبو جهل وأبي وأمية ، ويدعوهم إليه .

{أَن جَاءهُ } : مفعول من أجله ، أي لأن جاءه ، ويتعلق بتولى على مختار البصريين في الأعمال ، وبعبس على مختار أهل الكوفة .

وقرأ الجمهور ؛{ عَبَسَ } مخففاً ، { ءانٍ } بهمزة واحدة ؛ وزيد بن علي : بشد الباء ؛ وهو

والحسن وأبو عمران الجوني وعيسى : أآن بهمزة ومدة بعدها ؛ وبعض القراء : بهمزتين محققتين ، والهمزة في هاتين القراءتين للاستفهام ، وفيهما يقف على تولى . والمعنى : ألأن جاءه كاد كذا . وجاء بضمير الغائب في { عَبَسَ وَتَوَلَّى } إجلالاً له عليه الصلاة والسلام ، ولطفاً به أن يخاطبه لما في المشافهة بتاء الخطاب مما لا يخفى . وجاء لفظ { الاْعْمَى } إشعاراً بما يناسب من الرفق به والصغو لما يقصده ، ولابن عطية هنا كلام أضربت عنه صفحاً .

﴿ ٢