٤

وما تفرق الذين . . . . .

{وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ } : أي من المشركين ، وانفصل بعضهم من بعض فقال : كل ما يدل عنده على صحة قوله .{ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيّنَةُ } : وكان يقتضي مجيء البينة أن يجتمعوا على اتباعها .

وقال الزمخشري : كانوا يعدون اجتماع الكلمة والاتفاق على الحق إذا جاءهم الرسول ، ثم ما فرقهم عن الحق ولا أقرهم على الكفر إلا مجيء الرسول صلى اللّه عليه وسلم. وقال أيضاً : أفرد أهل الكتاب ، يعني في قوله :{ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ } بعد جمعهم والمشركين ، قيل : لأنهم كانوا على علم به لوجوده في كتبهم ، فإذا وصفوا بالتفرق عنه ، كان من لا كتاب له أدخل في هذا الوصف . والمراد بتفرقهم : تفرقهم عن الحق ، أو تفرقهم فرقاً ، فمنهم من آمن ، ومنهم من أنكر . وقال : ليس به ومنهم من عرف وعاند . و

قال ابن عطية : ذكر تعالى مذمة من لم يؤمن من أهل الكتاب من أنهم لم يتفرقوا في أمر محمد صلى اللّه عليه وسلم إلا من بعد ما رأوا الآيات الواضحة ، وكانوا من قبل متفقين على نبوته وصفته ، فلما جاء من العرب حسدوه ، انتهى .

﴿ ٤