سورة الزلزلة

مدنية

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

إذا زلزلت الأرض . . . . .

الذرّة : النملة صغيرة حمراء رقيقة ،

ويقال : إنها أصغر ما تكون إذا مضى لها حول . وقال امرؤ القيس : ومن القاصرات الطرف لودب محول

من الذّر فوق الأتب منها لأثرا

وقيل : الذرّ : ما يرى في شعاع الشمس من الهباء .

هذه السورة مكية في قول ابن عباس ومجاهد وعطاء ، مدنية في قول قتادة ومقاتل ، لأن آخرها نزل بسبب رجلين كانا بالمدينة . ولما ذكر فيما قبلها كون الكفار يكونون في النار ، وجزاء المؤمنين ، فكأن قائلاً قال : متى ذلك ؟ فقال :{ إِذَا زُلْزِلَتِ الاْرْضُ زِلْزَالَهَا} قيل : والعامل فيها مضمر ، يدل عليه مضمون الجمل الآتية تقديره : تحشرون

وقيل : اذكر .

وقال الزمخشري : تحدث ، انتهى . وأضيف الزلزال إلى الأرض ، إذ المعنى زلزالها الذي تستحقه ويقتضيه جرمها وعظمها ، ولو لم يضف لصدق على كل قدر من الزلزال وإن قل ؛ والفرق بين أكرمت زيداً كرامة وكرامته واضح .

وقرأ الجمهور :{ زِلْزَالَهَا } بكسر الزاي ؛ والجحدري وعيسى : بفتحها .

قال ابن عطية : وهو مصدر كالوسواس .

وقال الزمخشري : المكسور مصدر ، والمفتوح اسم ، وليس في الأبنية فعلال بالفتح إلا في المضاعف ، انتهى . أما قوله : والمفتوح اسم ، فجعله غيره مصدراً جاء على فعلال بالفتح . ثم قيل : قد يجيء بمعنى اسم الفاعل ، فتقول : فضفاض في معنى مفضفض ، وصلصال : في معنى مصلصل .

وأما قوله : وليس في الأبنية الخ ؛ فقد وجد فيها فعلال بالفتح من غير المضاعف ، قالوا : ناقة بها خزعان بفتح الخاء وليس بمضاعف .

﴿ ١