٣

إن الإنسان لفي . . . . .

وقال ابن خالويه : { وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ } ، بنقل الحركة عن أبي عمرو . وقال صاحب اللوامح عيسى : البصرة بالصبر ، بنقل حركة الهاء إلى الياء لئلا يحتاج أن يأتي ببعض الحركة في الوقف ، ولا إلى أن يسكن فيجمع بين ساكنين ، وذلك لغة شائعة ، وليست شاذة بل مستفيضة ، وذلك دلالة على الإعراب ، وانفصال عن التقاء الساكنين ، ومادته حق الموقوف عليه من السكون ، انتهى . وقد أنشدنا في الدلالة على هذا في شرح التسهيل عدّة أبيات ، كقول الراجز : أنا جرير كنيتي أبو عمر

أضرب بالسيف وسعد في القصر

يريد : أبو عمر . والعصر والإنسان اسم جنس يعم ، ولذلك صح الاستثناء منه ، والخسر : الخسران ، كالكفر والكفران ، وأي خسران أعظم ممن خسر الدنيا والآخرة ؟

وقرأ ابن هرمز وزيد بن عليّ وهارون عن أبي بكر عن عاصم : خسر بضم السين ، والجمهور بالسكون . ومن باع آخرته بدنياه فهو في غاية الخسران ، بخلاف المؤمن ، فإنه اشترى الآخرة بالدنيا ، فربح وسعد . { وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقّ } : أي بالأمر الثابت من الذين عملوا به وتواصوا به ، { وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ } في طاعة اللّه تعالى ، وعن المعاصي .

﴿ ٣