٣

إن شانئك هو . . . . .

{إِنَّ شَانِئَكَ } : أي مبغضك ، تقدم أنه العاصي بن وائل .

وقيل : أبو جهل .

وقال ابن عباس : لما مات إبراهيم ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خرج أبو جهل إلى أصحابه فقال : بتر محمد ، فأنزل اللّه تعالى :{ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الاْبْتَرُ} وقال شمر بن عطية : هو عقبة بن أبي معيط . وقال قتادة : الأبتر هنا يراد به الحقير الذليل .

وقرأ الجمهور :{ شَانِئَكَ } بالألف ؛ وابن عباس : شينك بغير ألف . فقيل : مقصور من شاني ، كما قالوا : برر وبر في بارر وبار . ويجوز أن يكون بناء على فعل ، وهو مضاف للمفعول إن كان بمعنى الحال أو الاستقبال ؛ وإن كان بمعنى الماضي فتكون إضافته لا من نصب على مذهب البصريين . وقد قالوا : حذر أموراً ومزقون عرضي ، فلا يستوحش من كونه مضافاً للمفعول ، وهو مبتدأ ، والأحسن الأعرف في المعنى أن يكون فصلاً ، أي هو المنفرد بالبتر المخصوص به ، لا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. فجميع المؤمنين أولاده ، وذكره مرفوع على المنائر والمنابر ، ومسرود على لسان كل عالم وذاكر إلى آخر الدهر . يبدأ بذكر اللّه تعالى ويثني بذكره صلى اللّه عليه وسلم ، وله في الآخرة ما لا يدخل تحت الوصف صلى اللّه عليه وسلم وعلى آله وشرف وكرم .

﴿ ٣