سورة الناسمدنية بسم اللّه الرحمن الرحيم ١انظر تفسير الآية:٣ ٢انظر تفسير الآية:٣ ٣قل أعوذ برب . . . . . تقدّم أنها نزلت مع ما قبلها . والخلاف أهي مدنية أم مكية ؟ وأضيف الرب إلى الناس ، لأن الاستعاذة من شر الموسوس في صدورهم ، استعاذوا بربهم مالكهم وإلههم ، كما يستعيذ العبد بمولاه إذا دهمه أمر . والظاهر أن { مَلِكِ النَّاسِ إِلَاهِ النَّاسِ } صفتان . وقال الزمخشري : هما عطفا بيان ، كقولك : سيرة أبي حفص عمر الفاروق بين بملك الناس ، ثم زيد بياناً بإله الناس لأنه قد يقال لغيره : رب الناس ، كقوله :{ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مّن دُونِ اللّه} وقد يقال : ملك الناس ، وأما إله الناس فخاص لا شركة فيه ، فجعل غاية للبيان ، انتهى . وعطف البيان المشهور أنه يكون بالجوامد ، وظاهر قوله أنهما عطفا بيان لواحد ، ولا أنقل عن النحاة شيئاً في عطف البيان ، هل يجوز أن يتكرر لمعطوف عليه واحد أم لا يجوز ؟ . وقال الزمخشري : فإن قلت : فهلا اكتفى بإظهار المضاف إليه الذي هو الناس مرة واحدة ؟ قلت : لأن عطف البيان للبيان ، فكان مظنة للإظهار دون الإضمار ، انتهى . ٤انظر تفسير الآية:٦ ٥انظر تفسير الآية:٦ ٦من شر الوسواس . . . . . والوسواس ، قالوا : اسم من أسماء الشيطان ؟ والوسواس أيضاً : ما يوسوس به شهوات النفس ، وهو الهوى المنهى عنه . والخناس : الراجع على عقبه ، المستتر أحياناً ، وذلك في الشيطان متمكن إذا ذكر العبد اللّه تعالى تأخر . وأما الشهوات فتخنس بالإيمان وبلمة الملك وبالحياء ، فهذان المعنيان يندرجان في الوسواس ، ويكون معنى { مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } : من الشياطين ونفوس الناس ، أو يكون الوسواس أريد به الشيطان ، والمغري : المزين من قرناء السوء ، فيكون { مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } ، تبييناً لذلك الوسواس . قال تعالى :{ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً} وقال قتادة : إن من الإنس شياطين ، ومن الجن شياطين ، فنعوذ باللّه منهم . وقال أبو ذر لرجل : هل تعوذت من شياطين الإنس ؟ وقال الزمخشري :{ الْوَسْوَاسِ } اسم بمعنى الوسوسة ، كالزلزال بمعنى الزلزلة ؛ وأما المصدر فوسواس بالكسر كزلزال ، والمراد به الشيطان ، سمي بالمصدر كأنه وسوسة في نفسه ، لأنها صنعته وشغله الذي هو عاكف عليه ؛ أو أريد ذو الوسواس . وقد تكلمنا معه في دعواه أن الزلزال بالفتح اسم وبالكسر مصدر في { إِذَا زُلْزِلَتِ } ، ويجوز في الذي الجر على الصفة ، والرفع والنصب على الشتم ، ومن في { مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } للتبعيض ، أي كائناً من الجنة والناس ، فهي في موضع الحال أي ذلك الموسوس هو بعض الجنة وبعض الناس . وقال الزمخشري : ويجوز أن يكون من متعلقاً بيوسوس ، ومعناه ابتداء الغاية ، أي يوسوس في صدورهم من جهة الجنة ومن جهة الناس ، انتهى . ولما كانت مضرة الدين ، وهي آفة الوسوسة ، أعظم من مضرة الدنيا وإن عظمت ، جاء البناء في الاستعاذة منها بصفات ثلاث : الرب والملك والإله ، وإن اتحد المطلوب ، وفي الاستعاذة من ثلاث : الغاسق والنفاثات والحاسد بصفة واحدة وهي الرب ، وإن تكثر الذي يستعاذ منه . كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا آوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما وقرأ : قل هو اللّه أحد والمعوذتين ، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ برأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاثاً ، { صلى اللّه عليه وسلم { وشرّف ومجد وكرّم ، وعلى آله وصحبه ذوي الكرم وسلم تسليماً كثيراً. |
﴿ ٠ ﴾