٦قوله { إن الذين كفروا } يعني مشركي العرب قال الكلبي يعني اليهود. والكفر هو الجحود وأصله من الكفر وهو الستر ومنه سمي الليل كافراً لأنه يستر الأشياء بظلمته وسمي الزارع كافراً لأنه يستر الحب بالتراب والكافر يستر الحق بجحوده. والكفر على أربعة أنحاء كفر إنكار، وكفر جحود، وكفر عناد، وكفر نفاق. فكفر الإنكار أن لا يعرف اللّه أصلاً ولا يعترف به، وكفر الجحود هو أن يعرف اللّه تعالى بقلبه ولا يقر بلسانه ككفر إبليس (وكفر) اليهود. قال اللّه تعالى { فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به } (٨٩-البقرة) وكفر العناد هو أن يعرف اللّه بقلبه ويعترف بلسانه ولا يدين به ككفر أبي طالب حيث يقول ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحاً بذاك مبيناً وأما كفر النفاق فهو أن يقر بلسانه ولا يعتقد بالقلب، وجميع هذه الأنواع سواء في أن من لقي اللّه تعالى بواحد منها لا يغفر له. قوله { سواء عليهم } أي متساو لديهم { أأنذرتهم } خوفتهم وحذرتهم والإنذار إعلام مع تخويف وتحذير وكل منذر معلم وليس كل معلم منذراً وحقق ابن عامر و عاصم و حمزة و الكسائي الهمزتين في ((أأنذرتهم)) وكذلك كل همزتين تقعان في أول الكلمة والآخرون يلينون الثانية {أم} حرف عطف على الاستفهام {لم} حرف جزم لا تلي إلا الفعل لأن الجزم يختص بالأفعال {تنذرهم لا يؤمنون} وهذه الآية في أقوام حقت عليهم الشقاوة في سابق علم اللّه ثم ذكر سبب تركهم الإيمان فقال |
﴿ ٦ ﴾