١٩

 { أو كصيب } أي كأصحاب صيب وهذا مثل آخر ضربه اللّه تعالى للمنافقين بمعنىآخر إن شئت مثلهم بالمستوقد وإن شئت بأهل الصيب

وقيل أو بمعنى الواو يريد وكصيب كقوله تعالى { أو يزيدون } بمعنى ويزيدون والصيب المطر وكل ما نزل من الأعلى إلى الأسفل فهو صيب فيعل من صاب يصوب أي نزل من السماء أي من السحاب قيل هي السماء بعينها والسماء كل ما علاك فأظلك وهي من أسماء الأجناس يكون واحداً وجمعاً { فيه } أي في الصيب

وقيل في السماء أي من السحاب ولذلك ذكره

وقيل السماء يذكر ويؤنث قال اللّه تعالى { السماء منفطر به } (١٨-المزمل) وقال { إذا السماء انفطرت } (١-الانفطار) { ظلمات } جمع ظلمة { ورعد } هو الصوت الذي يسمع من السحاب { وبرق } وهو النار التي تخرج منه.

قال علي وابن عباس وأكثر المفسرين رضي اللّه عنهم الرعد اسم ملك يسوق السحاب والبرق لمعان سوط من نور يزجر به الملك السحاب.

وقيل الصوت زجر السحاب

وقيل تسبيح الملك.

وقيل الرعد نطق الملك والبرق ضحكه. وقال مجاهد الرعد اسم الملك ويقال لصوته أيضاً رعد والبرق مصع ملك يسوق السحاب وقال شهر بن حوشب  الرعد ملك يزجي السحاب فإذا تبددت ضمها فإذا اشتد غضبه طارت من فيه النار فهي الصواعق،

وقيل الرعد صوت انحراف الريح بين السحاب والأول أصح. { يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق } جمع صاعقة وهي الصيحة التي يموت من يسمعها أو يغشى عليه. ويقال لكل عذاب مهلك صاعقة،

وقيل الصاعقة قطعة عذاب ينزلها اللّه تعالى على من يشاء. روي عن سالم بن عبد اللّه بن عمر عن أبيه رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال { اللّهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك }.

قوله { حذر الموت } أي مخافة الهلاك { واللّه محيط بالكافرين } أي عالم بهم

وقيل جامعهم.

وقال مجاهد  يجمعهم فيعذبهم.

وقيل مهلكهم، دليله

قوله تعالى { إلا أن يحاط بكم } (٦٦-يوسف) أي تهلكوا جميعاً. ويميل أبو عمرو و الكسائي الكافرين في محل النصب والخفض ولا يميلان { أول كافر به } (٤١-البقرة).

﴿ ١٩