٢١

قوله تعالى { يا أيها الناس } قال ابن عباس رضي اللّه عنهما ياأيها الناس خطاب أهل مكة، ويا أيها الذين آمنوا خطاب أهل المدينة وهو هاهنا عام إلا من حيث أنه لا يدخله الصغار والمجانين. { اعبدوا } وحدوا. قال ابن عباس رضي اللّه عنهما كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناها التوحيد { ربكم الذي خلقكم } الخلق اختراع الشيء على غير مثال سبق { والذين من قبلكم } أي وخلق الذين من قبلكم { لعلكم تتقون } لكي تنجوا من العذاب

وقيل معناه كونوا على رجاء التقوى بأن تصيروا في ستر ووقاية من عذاب اللّه، وحكم اللّه من ورائكم يفعل ما يشاء كما قال { فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى } (٤٤-طه) أي ادعواه إلى الحق وكونا على رجاء التذكر، وحكم اللّه من ورائه يفعل ما يشاء، قال سيبويه  لعل وعسى حرفا ترج وهما من اللّه واجب.

﴿ ٢١