٢٤٥

قوله تعالى { من ذا الذي يقرض اللّه قرضاً حسناً } القرض اسم لكل ما يعطيه الإنسان ليجازى عليه، فسمى اللّه تعالى عمل المؤمنين له رجاء ما وعدهم من الثواب قرضاً، لأنهم يعملونه لطلب ثوابه، قال الكسائي  القرض ما اسلفت من عمل صالح أو سيئ، وأصل القرض في اللغة القطع، سمي به عباد اللّه والمحتاجين من خلقه، ك

قوله تعالى { إن الذين يؤذون اللّه ورسوله } (٥٧-الأحزاب) أي يؤذون عباد اللّه، كما جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم { إن اللّه تعالى يقول يوم القيامة يابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يارب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي }.

قوله تعالى { يقرض اللّه } أي ينفق في طاعة اللّه { قرضاً حسناً } قال الحسين بن علي الواقدي  يعني محتسباً، طيبة بها نفسه، وقال ابن المبارك  من مال حلال

وقيل لا يمن به ولا يؤذي { فيضاعفه له } قرأ ابن كثير و أبو جعفر و ابن عامر و يعقوب { فيضاعفه } وبابه بالتشديد، ووافق أبو عمرو فغي سورة الأحزاب وقرأ الآخرون { فيضاعفه } بالألف مخففاً وهما لغتان، ودليل التشديد قوله { أضعافاً كثيرة } لأن التشديد للتكثير، وقرأ ابن عامر و عاصم و يعقوب بنصب الفاء، وكذلك في سورة الحديد على جواب الاستفهام،

وقيل بإضمار أن، وقرأ الآخرون برفع الفاء نسقاً على قوله يقرض { أضعافاً كثيرة } قال السدي هذا التضعيف لا يعلم إلا اللّه عز وجل،

وقيل سبعمائة ضعف { واللّه يقبض ويبسط } قرأ أهل البصرة و جمزة يبسط، هاهنا وفي الأعراف، بسطة، بالسين كنظائرهما، وقرأهما الآخرون بالصاد قيل يقبض بإمساك الرزق والنفس والتقتير ويبسط بالتوسيع

وقيل يقبض بقبول التوبة والصدقة ويبسط بالخلف والثواب،

وقيل هو الإحياء والإماتة فمن أماتة فقد قبضه ومن مد له في عمره فقد بسط له،

وقيل هذا في القلوب، لما أمرهم اللّه تعالى بالصدقة أخبر أنهم لا يمكنهم ذلك إلا بتوفيقه، قال يقبض بعض القلوب فلا ينشط بخير ويبسط بعضها فيقدم لنفسه خيراً ككما جاء في الحديث { القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء }الحديث. { وإليه ترجعون } أي إلى اللّه تعودون فيجزيكم بأعمالكم،

قال قتادة  الهاء راجعة إلى التراب كناية عن غير مذكور، أي من التراب خلقهم وإليه يعودون.

﴿ ٢٤٥