٢٥٥

قوله عز وجل { اللّه لا إله إلا هو الحي القيوم }

أخبرنا عبد الواحد المليحي

أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني أنا حميد بن زنجويه أنا ابن شيبة أنا عبد الأعلى عن الجريري عن أبي السليل عن عبد اللّه بن رباح الأنصاري عن أبي بن كعب رضي اللّه عنه قال {قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أبا المنذر أي آية من كتاب اللّه أعظم قلت اللّه لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في صدري ثم قال ليهنك العلم ثم قال والذي نفس محمد بيده إن لهذه الآية لساناً وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش} .

أخبرنا عبد الواحد المليحي ،

أخبرنا أحمد بن عبد اللّه النعيمي ، أنا محمد بن يوسف عن محمد بن إسماعيل قال عثمان بن الهيثم أبو عمرو  

أخبرنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال { وكلني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت لأرفعنك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال إني محتاج وعلي عيال ولي شديدة قال فخليت سبيله فأصبحت فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ قلت يارسول اللّه شكا حاجة شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله قال (( أما إنه قد كذبك وسيعود )) فعرفت أنه سيعود لقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إنه سيعود، فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال دعني فإني محتاج وعلي عيال ولا أعود، فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك قلت يارسول اللّه شكا حاجة شديدة وعيالاً فرحمته وخليت سبيله قال أما إنه كذبك وسيعود فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهذا آخر ثلث مرات إنك تزعم لا تعود ثم تعود قال دعني أعلمك كلمات ينفعك اللّه بها قلت ما هي؟ قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي } اللّه لا إله إلا هو الحي القيوم { حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من اللّه حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما فعل أسيرك البارحة قلت يارسول اللّه زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني اللّه بها فخليت سبيله قال ما هي؟ قلت قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية } اللّه لا إله إلا هو الحي القيوم { وقال لن يزال عليك من اللّه حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص الناس على الخير، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب من ثلاث ليال يا أبا هريرة قلت لا قال ذاك الشيطان }.

أخبرنا عبد الواحد المليحي

أخبرنا أبو منصور السمعاني

أخبرنا أبو جعفر الرياني

أخبرنا حميد بن زنجويه

أخبرنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن أبي بكر هو المليكي عن زرارة بن مصعب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم (من قرأ حين يصبح آية الكرسي وآيتين من أول } حم * تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم (٢-غافر) حفظ في يومه ذلك حتى يمسي ومن قرأهما حين يمسي حفظ في ليلته تلك حتى يصبح ).

قوله تعالى { اللّه } رفع بالإبتداء وخبره في { لا إله إلا هو الحي } الباقي الدائم على الأبد وهو من له الحياة، ةالحياة صفة اللّه تعالى { القيوم } قرأ عمر وابن مسعود (( القيام )) وقرأ علقمة (( القيم )) وكلها لغات بمعنى واحد، قال مجاهد { القيوم } القائم على كل شيء

وقال الكلبي  القائم على كل نفس بما كسبت

وقيل هو القائم بالأمور.

وقال أبو عبيدة الذي لا يزول { لا تأخذه سنة ولا نوم } السنة النعاس وهو النوم الخفيف، والوسنان بين النائم واليقظان يقال منه وسن يسن وسناً وسنة والنوم هو الثقيل المزيل للقوة والعقل، قال المفضل الضبي  السنة في الرأس والنوم في القلب، فالسنة أول النوم وهو النعاس،

وقيل السنة في الرأس والنعاس في العين والنوم في القلب فهو غشية ثقيلة تقع على القلب تمنع المعرفة بالأشياء، نفى اللّه تعالى عن نفسه النوم لأنه آفة وهو منزه عن الآفات ولأنه تغير ولا يجوز عليه التغير.

أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي

أخبرنا أبو اسحاق أحمد بن إبراهيم الثعلبي

أخبرنا عبد اللّه بن حامد

أخبرنا محمد بن جعفر

أخبرنا علي بن حرب

أخبرنا أبو معاوية

أخبرنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بخمس كلمات فقال { إن اللّه لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، ولكنه يخفض القسط، ويرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه }.

ورواه المسعودي عن عمرو بن مرة وقال حجابه النار. { له ما في السموات وما في الأرض } ملكاً وخلقاً { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } بأمره { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم } قال مجاهد و عطاء و السدي  { ما بين أيديهم } من أمر الدنيا { وما خلفهم } من أمر الآخرة،

وقال الكلبي  { ما بين أيديهم } يعني الآخرة لأنهم يقدمون عليها { وما خلفهم } الدنيا لأنهم يخلفونها وراء ظهورهم، وقال ابن جريج  ما بين أيديهم ما مضى أمامهم وما خلفهم ما يكون بعدهم، و

قال مقاتل  ما بين أيديهم، ما كان قبل خلق الملائكة وما خلفهم أي ما كان بعد خلقهم،

وقيل ما بين أيديهم أي ما قدموه من خير أو وشر وما خلفهم ما هم فاعلوه { ولا يحيطون بشيء من علمه } أي من علم اللّه { إلا بما شاء } أي يطلعهم عليه يعني لا يحيطون بشيء من علم الغيب إلا بما شاء مما أخبر به الرسل كما قال اللّه تعالى { فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول } (٣٦-الجن)

قوله تعالى { وسع كرسيه السموات والأرض } أي ملأ وأحاط به،

واختلفوا في الكرسي فقال الحسن  هو العرش نفسه وقال أبو هريرة رضي اللّه عنه الكرسي موضوع أمام العرش ومعنى قوله { وسع كرسيه السموات والأرض } أي سعته مثل سعة السموات والأرض، وفي الأخبار أن السموات والأرض في جنب الكرسي كحلقة في فلاة، والكرسي في جنب العرش كحلقة في فلاة. ويروى عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أن السموات السبع والأرضين السبع في الكرسي كدراهم سبعة ألأقيت في ترس.

وقال علي و مقاتل  كل قائمة من الكرسي طولها مثل السموات السبع والأرضين السبع، وهو بين يدي العرش، ويحمل الكرسي أربعة أملاك، لكل ملك أربعة وجوه، وأقدامهم في الصخرة التي تحت الأرض السابعة السفلى مسيرة خمسمائة عام، ملك على صورة سيد البشر آدم عليه السلام، وهو يسأل للآدميين الرزق والمطر من السنة إلى السنة، وملك على صورة سيد الأنعام وهو الثور وهو يسأل للإنعام الرزق من السنة إلى السنة وعلى وجهه غضاضة منذ عبد العجل، وملك على صورة سيد السباع وهو الأسد يسأل للسباع الرزق من السنة إلى السنة، [ وملك على صورة سيد الطير وهو النسر يسأل الرزق للطير من السنة إلى السنة ] وفي بعض الأخبار أن ما بين حملة العرش وحملة الكرسي سبعين حجاباً من ظلمة وسبعين حجاباً من نور غلظ كل حجاب مسيرة خمسمائة عام لولا ذلك لاحترق حملة الكرسي من نور حملة العرش. وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال أراد بالكرسي علمه وهو قول مجاهد ، ومنه قيل لصحيفة العلم كراسه،

وقيل كرسيه ملكه وسلطانه، والعرب تسمى الملك القديم كرسياً، { ولا يؤوده } أي لا يثقله ولا يشق عليه يقال آدني الشي أي أثقلني { حفظهما } أي حفظ السموات والأرض { وهو العلي } الرفيع فوق خلقه والمتعالى عن الأشياء والأنداد،

وقيل العلي بالملك والسلطنة { العظيم } الكبير الذي لا شيء أعظم منه.

﴿ ٢٥٥