١٠٢قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللّه حق تقاته}، قال مقاتل بن حيان كان بين الأوس و الخزرج عداوة في الجاهلية وقتال حتى هاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى المدينه، فأصلح بينهم فافتخر بعده منهم رجلان ثعلبه بن غنم من الأوس و أسعد بن زراره من الخزرج ، فقال الأوسي منا خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، ومنا حنظلة غسيل الملائكه، ومنا عاصم بن ثابت بن أفلح حمي الدبر ، ومنا سعد بن معاذ الذي اهتز [لموته] عرش الرحمن ورضي اللّه بحكمه في بني قريظة. وقال الخزرجي منا أربعة أحكموا القرآن أبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت، وأبو زيد ، ومنا سعد بن عبادة خطيب الأنصار ورئيسهم ، فجرى الحديث بينهما فغضبا وأنشدا الأشعار وتفاخرا ، فجاء الأوس و الخزرج ومعهم السلاح ، فأتاهم النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللّه حق تقاته }. وقال عبد اللّه بن مسعود وابن عباس هو أن يطاع فلا يعصى ، قال مجاهد أن تجاهدوا في سبيل اللّه حق جهاده ولا تأخذكم في اللّه لومة لائم ، وتقوموا للّه بالقسط ولو على أنفسكم وآبائكم وأبنائكم . وعن أنس أنه قال لايتقي اللّه عبد حق تقاته حتى يخزن لسانه . قال أهل التفسير فلما نزلت هذه الآية شق ذلك عليهم، فقالوا يا رسول اللّه ومن يقوى على هذا ؟ فأنزل اللّه تعالى {فاتقوا اللّه ما استطعتم }(التغابن ١٦) فنسخت هذه الآية ، و قال مقاتل ليس في آل عمران من المنسوخ إلا هذا. { ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} أي مؤمنون ، وقيل مخلصون مفوضون أموركم الى اللّه عز وجل ، وقال الفضيل محسنون الظن باللّه . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أبو بكر العبدوسي اخبرنا أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد أخبرنا سليمان بن سيف أخبرنا وهب بن جرير أنا شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنهما قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم { أيها الناس اتقوا اللّه حق تقاته فلو ان قطرةً من الزقوم قطرت على الأرض لأمرت على أهل الدنيا معيشتهم ، فكيف بمن هو طعامه وليس لهم طعام غيره}. |
﴿ ١٠٢ ﴾