٤٦

{من الذين هادوا} ، قيل هي متصلة بقوله {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب} {من الذين هادوا}

وقيل هي مستأنفة ، معناه من الذين هادوا من يحرفون، ك

قوله تعالى{وما منا إلا له مقام معلوم}(الصافات-١٦٤) أي من له مقام معلوم، يريد  فريق،{يحرفون الكلم}، يغيرون الكلم{عن مواضعه}، يعني صفة محمد صلى اللّه عليه وسلم ، قال ابن عباس رضي اللّه عنهما كانت اليهود يأتون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ويسألونه عن الأمر ، فيخبرهم ، فيرى أنهم يأخذون بقوله، فإذا انصرفوا من عنده حرفوا كلامه،{ويقولون سمعنا}، قولك،{وعصينا} ، أمرك،{واسمع غير مسمع}،أي اسمع منا ولا نسمع منك،{غير مسمع} أي غير مقبول منك ،

وقيل كانوا يقولون للنبي صلى اللّه عليه وسلم  اسمع ، ثم يقولون في انفسهم لا سمعت،{وراعنا}أي ويقولون راعنا، يريدون به النسبة إلى الرعونة،{لياً بألسنتهم} ، تحريفاً،{وطعناً}، قدحاً {في الدين}،أن قوله وراعنا من المراعاة ، وهم يحرفونه، يريدون به الرعونة،{ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا}، أي  انظر إلينا مكان قولهم راعنا،{لكان خيراً لهم وأقوم} ،أي أعدل وأصوب ،{ولكن لعنهم اللّه بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً}إلا نفراً قليلاً منهم ، وهو عبد اللّه بن سلام ومن أسلم معه منهم.

﴿ ٤٦