٦٥قوله تعالى{ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك}، الآية. أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد اللّه النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير {أن الزبير رضي اللّه عنه كان يحدث أنه خاصم رجلاً من الأنصار قد شهد بدراً إلى الرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في شراج من الحرة كانا يسقيان به كلاهما، فقال رسول اللّه للزبير اسق يازبير ، ثم أرسل إلى جارك ، فغضب الأنصاري، ثم قال يا رسول اللّه أن كان ابن عمتك ؟ فتلون وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ثم قال للزبير اسق ثم احبس الماء حتى يبلغ الجدر، فاستوعى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حينئذ للزبير حقه ، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قبل ذلك أشار على الزبير برأي أراد به سعةً له وللأنصاري، فلما أحفظ الأنصاري رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم استوعى للزبير حقه في صريح الحكم}. قال عروة قال الزبير واللّه ما أحسب هذه الآية إلا نزلت في ذلك {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم } الآية. وروي أن الأنصاري الذي خاصم الزبير كان اسمه حاطب بن أبي بلتعة فلما خرجا مر على المقداد فقال لمن كان القضاء، فقال الأنصاري قضى لابن عمته ولوى شدقه ففطن له يهودي كان مع المقداد، فقال قاتل اللّه هؤلاء يشهدون انه رسول اللّه ثم يتهمونه في قضاء يقضي بينهم ، وايم اللّه لقد أذنبنا ذنباً مرة في حياة موسى عليه السلام فدعا موسى إلى التوبة منه ، فقال اقتلوا أنفسكم ففعلنا فبلغ قتلانا سبعين ألفاً في طاعة ربنا حتى رضي عنا ، فقال ثابت بن قيس بن شماس أما واللّه إن اللّه ليعلم مني الصدق ولو أمرني محمد أن أقتل نفسي لفعلت ، فأنزل اللّه في شأن حاطب بن أبي بلتعة {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك}. وقال مجاهد والشعبي نزلت في بشر المنافق واليهودي اللذين اختصما إلى عمر رضي اللّه عنه . قوله تعالى {فلا} أي ليس الأمر كما يزعمون أنهم مؤمنون ثم لا يرضون بحكمك ، ثم إستأنف القسم { وربك لا يؤمنون} ويجوز أن يكون{ لا} في قوله{فلا} صلة، كما في قوله{ فلا أقسم}، حتى يحكموك أي يجعلوك حكماً،{فيما شجر بينهم}،أي اختلف واختلط من امورهم والتبس عليهم حكمه ، ومنه الشجر لالتفاف أغصانه بعضها ببعض،{ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً}، قال مجاهد شكاً ، وقال غيره ضيقاً،{مما قضيت} قال الضحاك إثماً ، أي يأثمون بإنكارهم ما قضيت ، {ويسلموا تسليماً} أي وينقادوا لأمرك انقياداً. |
﴿ ٦٥ ﴾