٦٦

قوله تعالى { ولو أنا كتبنا } أي فرضنا و أوجبنا ، { عليهم أن اقتلوا أنفسكم } ، كما أمرنا بني إسرائيل { أو اخرجوا من دياركم } ، كما أمرنا بني إسرائيل بالخروج من مصر ،{ما فعلوه} ، معناه  أنا ما كتبنا عليهم إلا طاعة الرسول و الرضى بحكمه ، ولو كتبنا عليهم القتل و الخروج عن الدور ما كان يفعله ، {إلا قليل منهم} ، نزلت في ثابت بن قيس وهو من القليل الذي استثنى اللّه ، قال الحسنومقاتل لما نزلت هذه الآيه قال عمر وعمار بن ياسر وعبد اللّه بن مسعود وناس من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم وهم القليل ، واللّه لو أمرنا لفعلنا و الحمد للّه الذي عافانا ، فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه وسلم

فقال { إن من أمتي لرجالاً الإيمان في قلوبهم أثبت من الجبال الرواسي } . قرأ ابن عامر وأهل الشام { إلا قليلاً } بالنصب على الاستثناء ، وكذلك هو في مصحف أهل الشام ،

وقيل  فيه إضمار ، تقديره  إلا أن يكون قليلاً منهم ، وقرأ الآخرون قليل بالرفع على الضمير الفاعل في قوله { فعلوه } تقديره  إلا نفر قليل فعلوه ، { ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به} ، من طاعة الرسول و الرضى بحكمه ، {لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً} ، تحقيقاً وتصديقاً لإيمانهم .

﴿ ٦٦