٢٩

{ إني أريد أن تبوء }، ترجع ،

وقيل  تحتمل، { بإثمي وإثمك }، أي  بإثم قتلي إلى إثمك ، أي إثم مصاعبك التي علمت من قبل، هذا قول أكثر المفسرين. وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال معناه إني أريد أن يكون عليك خطيئتي التي عملتها أنا إذا قتلتني وإثمك فتبوء بخطيئتي ودمي جميعاً،

وقيل  معناه أن ترجع بإثم قتلي وإثم معصيتك التي لم يتقبل لأجلها قربانك ، أو إثم حسدك. فإن قيل كيف قال إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك، وإرادة القتل والمعصية لا تجوز؟ قيل ليس ذلك بحقيقة إرادة ولكنه لما علم أنه يقتله لا محالة وطن نفسه على الاستسلام طلباً للثواب فكأنه صار مريداً لقتله مجازاً ، وإن لم يكن مريداً حقيقة ،

وقيل  معناه إني أريد أن تبوء بعقاب قتلي فتكون إرادة صحيحة، لأنها موافقة لحكم اللّه عز وجل ، فلا يكون هذا إرادة للقتل، بل لموجب القتل من الإثم و العقاب، { فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين }.

﴿ ٢٩