٦

قوله عز وجل { ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن }،يعني الأمم الماضية، والقرن الجماعة من الناس، وجمعه قرون،

وقيل القرن مدة من الزمان، يقال ثمانون سنه،

وقيل ستون سنة،

وقيل أربعون سنة

وقيل ثلاثون سنة،

ويقال مائة سنة، لما روي {أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال لعبد اللّه بن بسر المازني إنك تعيش قرناً فعاش مائة سنة }. فيكون معناه على هذه الأقاويل من أهل قرن، { مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم }، أي أعطيناهم ما لم نعطكم،

وقال ابن عباس أمهلناهم في العمر مثل قوم نوح وعاد وثمود،يقال مكنته ومكنت له، { وأرسلنا السماء عليهم مدراراً } يعني المطر، مفعال ، من الدر، قال ابن عباس مدراراً أي متتابعاً في أوقات الحاجات،

وقوله { ما لم نمكن لكم } من خطاب التلوين، رجع من الخبر من قوله { ألم يروا } إلى خطاب، كقوله { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم }(يونس،٢٢) . وقال هل البصرة أخبر عنهم بقوله { ألم يروا } وفيهم محمد صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه، ثم خاطبهم معهم، والعرب تقول قلت لعبد اللّه ما كرمه،وقلت، لعبد اللّه ما أكرمك،{ وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا } خلقنا وابتدأنا، { من بعدهم قرناً آخرين } .

﴿ ٦