١٢قوله عز وجل { قل لمن ما في السموات والأرض }، فإن أجابوك وإلا فـ { قل }، أنت، {للّه}، أمره بالجواب عقيب السؤال ليكون أبلغ في التأثير وآكد في الحجة، { كتب }، أي قضى،{ على نفسه الرحمة }، هذا استعطاف منه تعالى للمتولين عنه إلى الإقبال عليه وإخباره بأنه رحيم بالعباد لا يعجل بالعقوبة، ويقبل الإنابة والتوبة . أخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي أخبرنا أبو طاهر الزيادي أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنا أحمد بن يوسف السلمي أنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه قال ثنا أبو هريرة رضي اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم { لما قضى اللّه الخلق كتب كتاباً فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي } . وروي أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة (إن رحمتي [سبقت]غضبي . أخبرنا الشيخ أبو القاسم عبد اللّه بن علي الكركاني أنا أبو طاهر الزيادي أنا حاجب بن أحمد الطوسي أنا عبد الرحمن المروزي أخبرنا عبد اللّه بن المبارك أنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم {إن للّه مائة رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فيها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تتعاطف الوحوش على أولادها، وأخر اللّه تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة } . أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد اللّه النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا ابن أبي مريم ثنا أبو غسان حدثني زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنهم قال { قدم على النبي صلى اللّه عليه وسلم سبي فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها، تسعى إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى اللّه عليه وسلم أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ فقلنا لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال اللّه أرحم بعباده من هذه بولدها} . قوله عز وجل { ليجمعنكم }، اللام فيه لام القسم والنون نون التأكيد مجازة واللّه ليجمعنكم، { إلى يوم القيامة }، أي في يوم القيامة، وقيل معناه ليجمعنكم في قبوركم إلى يوم القيامة، { لا ريب فيه الذين خسروا }، غبنوا، { أنفسهم فهم لا يؤمنون }. |
﴿ ١٢ ﴾