٤٤

{ وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلاً } ،

قال مقاتل  وذلك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم رأى في المنام أن العدو قليل قبل لقاء العدو ، وأخبر أصحابه بما رأى ، فلما التقوا ببدر قلل اللّه المشركين في أعين المؤمنين . قال ابن مسعود رضي اللّه عنه  لقد قللوا في أعيننا حتى قلت لرجل إلى جنبي أتراهم سبعين ؟ قال  أراهم مائة ، فأسرنا رجلاً فقلنا كم كنتم ؟ قال  ألفاً . { ويقللكم } ، يا معشر المؤمنين { في أعينهم } ،

قال السدي  قال ناس من المشركين  إن العير قد انصرفت فارجعوا ، فقال أبو جهل  الآن إذ برز لكم محمد وأصحابه ؟ فلا ترجعوا حتى تستأصلوهم ، إنما محمد وأصحابه أكلة جزور ، فلا تقتلوهم ، واربطوهم بالحبال - يقوله من القدرة التي في نفسه -  

قال الكلبي  استقل بعضهم بعضاً ليجترؤا على القتال ، فقلل المشركين في أعين المؤمنين لكي لا يحبنوا ،وقلل المؤمنين في أعين المشركين لكي لا يهربوا ، { ليقضي اللّه أمراً } من إعلاء الإسلام وإعزاز أهله وإذلال الشرك وأهله . { كان مفعولا } كائنا ً ، { وإلى اللّه ترجع الأمور } .

﴿ ٤٤