١١

قوله عز وجل {ولو يعجل اللّه للناس الشر استعجالهم بالخير}، قال ابن عباس هذا في قول الرجل عند الغضب لأهله وولده لعنكم اللّه، ولا بارك اللّه فيكم. قال قتادة هو دعاء الرجل على نفسه وأهله وماله بما يكره أن يستجاب. معناه لو يعجل اللّه الناس إجابة دعائهم في الشر والمكروه استعجالهم بالخير، أي كما يحبون استعجالهم بالخير، {لقضي إليهم أجلهم}، قرأ ابن عامر ويعقوب {لقضي} بفتح القاف والضاد، {أجلهم} نصب، أي لأهلك من دعا عليه وأماته. وقال الآخرون {لقضي} بضم القاف وكسر الضاد {أجلهم} رفع، أي لفرغ من هلاكهم وماتوا جميعا.

وقيل إنها نزلت في النضر بن الحارث حين قال {اللّهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء} الآية (الأنفال-٣٢) يدل عليه قوله عز وجل { فنذر الذين لا يرجون لقاءنا }، لا يخافون البعث والحساب، {في طغيانهم يعمهون}.

أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الصالحي،

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد اللّه بن بشران، حدثنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، أنبأنا أحمد بن منصور الزيادي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن همام بن منبه، أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم {اللّهم إني اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه، فإنما أنا بشر فيصدر مني ما يصدر من البشر فأي المؤمنين آذيته، أو شتمته، أو جلدته، أو لعنته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة، تقربه بها إليك يوم القيامة}.

﴿ ١١