٣

{وأن}، عطف على الأول، {استغفروا ربكم ثم توبوا إليه}، أي ارجعوا إليه بالطاعة. قال الفراء {ثم} هنا بمعنى الواو، أي وتوبوا إليه، لأن الاستغفار هو التوبة والتوبة هي الاستغفار.

وقيل أن استغفروا ربكم من المعاصي ثم توبوا إليه في المستأنف. {يمتعكم متاعاً حسناً}، يعيشكم عيشا حسنا في خفض ودعة وأمن وسعة. قال بعضهم العيش الحسن هو الرضى بالميسور والصبر على المقدور. {إلى أجل مسمىً}، إلى حين الموت، {ويؤت كل ذي فضل فضله}، أي ويؤت كل ذي عمل صالح في الدنيا أجره وثوابه في الآخرة. وقال أبو العالية من كثرت طاعته في الدنيا زادت درجاته في الآخرة في الجنة، لأن الدرجات تكون بالأعمال.

وقال ابن عباس من زادت حسناته على سيئاته دخل الجنة، ومن زادت سيئاته على حسناته دخل النار، ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف، ثم يدخل الجنة بعد.

وقيل يؤت كل ذي فضل فضله يعني من عمل للّه عز وجل وفقه اللّه فيما يستقبل على طاعته. {وإن تولوا}، أعرضوا، {فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير}، وهو يوم القيامة.

﴿ ٣