٩٦

{ فلما أن جاء البشير }، وهو المبشر عن يوسف، قال ابن مسعود جاء البشير بين يدي العير. قال ابن عباس هو يهوذا. قال السدي قال يهوذا أنا ذهبت بالقميص ملطخا بالدم إلى يعقوب فأخبرته أن يوسف أكله الذئب، فأنا أذهب إليه اليوم بالقميص فأخبره أن ولده حي فأفرحه كما أحزنته. قال ابن عباس حمله يهوذا وخرج حافيا حاسرا يعدو ومعه سبعة أرغفة لم يستوف أكلها حتى أتى أباه، وكانت المسافة ثمانين فرسخا.

وقيل البشير مالك بن ذعر. {ألقاه على وجهه}، يعني ألقى البشير قميص يوسف على وجه يعقوب، { فارتد بصيرا }. فعاد بصيرا بعد ما كان عمي وعادت إليه قوته بعد الضعف، وشبابه بعد الهرم وسروره بعد الحزن. {قال ألم أقل لكم إني أعلم من اللّه ما لا تعلمون}، من حياة يوسف وأن اللّه يجمع بيننا. وروى أنه قال للبشير كيف تركت يوسف؟ قال إنه ملك مصر، فقال يعقوب ما أصنع بالملك على أي دين تركته؟ قال على دين الإسلام، قال الآن تمت النعمة.

﴿ ٩٦