٢

{اللّه الذي رفع السموات بغير عمد ترونها}، يعني السواري، واحدها عمود، مثل أديم وأدم، وعمد أيضا جمعه، مثل رسول ورسل. ومعناه نفي العمد أصلا، وهو الأصح، يعني ليس من دونها دعامة تدعمها ولا فوقها علاقة تمسكها. قال إياس بن معاوية السماء مقببة على الأرض مثل القبة.

وقيل {ترونها} راجعة إلى العمد، معناه لها عمد ولكن لا ترونها. وزعم أن عمدها جبل قاف، وهو محيط بالدنيا، والسماء عليه مثل القبة. {ثم استوى على العرش}، علا عليه، {وسخر الشمس والقمر}، ذللّهما لمنافع خلقه فهما مقهوران، {كل يجري}، أي يجريان على ما يريد اللّه عز وجل، {لأجل مسمى}، أي إلى وقت معلوم وهو فناء الدنيا.

وقال ابن عباس أراد بالأجل المسمى درجاتها ومنازلها ينتهيان إليها لا يجاوزانها، {يدبر الأمر}، يقضيه وحده، {يفصل الآيات}، يبين الدلالات، {لعلكم بلقاء ربكم توقنون}، لكي توقنوا بوعده وتصدقوه.

﴿ ٢