٥

{وإن تعجب فعجب قولهم}، العجب تغير النفس برؤية المستبعد في العادة، والخطاب لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ومعناه إنك إن تعجب من إنكارهم النشأة الآخرة مع إقرارهم بابتداء الخلق من اللّه عز وجل فعجب أمرهم. وكان من المشركون ينكرون البعث، مع إقرارهم بابتداء الخلق من اللّه تعالى، وقد تقرر في القلوب أن الإعادة أهون من الابتداء، فهذا موضع العجب.

وقيل معناه وإن تعجب من تكذيب المشركين واتخاذهم ما لا يضر ولا ينفع آلهة يعبدونها وهم قد رأوا من قدرة اللّه تعالى ما ضرب لهم به الأمثال فعجب قولهم، أي فتعجب أيضا من قولهم { أإذا كنا ترابا }، بعد الموت، { أإنا لفي خلق جديد }، أي نعاد خلقا جديدا كما كنا قبل الموت. قرأ نافع والكسائي ويعقوب { أإذا } مستفهما {إنا} بتركه، على الخبر، ضده أبو جعفر وابن عامر. وكذلك في {سبحان} في موضعين، والمؤمنون، والم السجدة، وقرأ الباقون بالاستفهام فيهما وفي الصافات في موضعين هكذا إلا إن أبا جعفر يوافق نافعا في أول الصافات فيقدم الاستفهام ويعقوب لا يستفهم الثانية { أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون } (الصافات-٥٣). قال اللّه تعالى {أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم}، يوم القيامة {وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}.

﴿ ٥