٦{ يرثني ويرث من آل يعقوب } ، قرأ أبو عمرو ، و الكسائي بجزم الثاء فيهما ، على جواب الدعاء ، وقرأ الآخرون بالرفع على الحال والصفة ، أي ولياً وارثاً . واختلفوا في هذا الإرث ، قال الحسن معناه يرثني مالي ويرث من آل يعقوب النبوة والحبورة . وقيل أراد ميراث النبوة والعلم . وقيل أراد إرث الحبورة ، لأن زكريا كان على رأس الأحبار . قال الزجاج والأولى أن يحمل على ميراث غير المال لأنه يبعد أن يشفق زكريا وهو نبي من الأنبياء أن يرثه بنو عمه ماله . والمعنى إنه خاف تضييع بني عمه دين اللّه وتغيير أحكامه على ما كان شاهده من بني إسرائيل من تبديل الدين وقتل الأنبياء ، فسأل ربه ولياً صالحاً يأمنه على أمته ، ويرث نبوته وعلمه لئلا يضيع الدين . وهذا معنى قول عطاء عن ابن عباس رضي اللّه عنهما. { واجعله رب رضياً } ، أي براً تقياً مرضياً . |
﴿ ٦ ﴾