٣٣{ ردوها علي }، أي ردوا الخيل علي، فردوها، { فطفق مسحاً بالسوق والأعناق }، قال أبو عبيدة طفق يفعل، مثل مازال يفعل، والمراد بالمسح القطع، فجعل يضرب سوقها وأعناقها بالسيف، هذا قول ابن عباس، و الحسن ، و قتادة ، و مقاتل ، وأكثر المفسرين، وكان ذلك مباحاً له، لأن نبي اللّه لم يكن يقدم على محرم، ولم يكن يتوب عن ذنب بذني آخر. وقال محمد بن إسحاق لم يعنفه اللّه على عقر الخيل إذا كان ذلك أسفاً على ما فاته من فريضة ربه عز وجل. وقال بعضهم إنه ذبحها ذبحاً وتصدق بلحومها، وكان الذبح على ذلك الوجه مباحاً في شريعته. وقال قوم معناه أنه حبسها في سبيل اللّه، وكوى سوقها وأعناقها بكي الصدقة. وقال الزهري و ابن كيسان إنه كان يمسح سوقها وأعناقها بيده، يكشف الغبار عنها حبا لها وشفقة عليها، وهذا قول ضعيف، والمشهور هو الأول. وحكي عن علي أنه قال في معنى قوله (( ردوها علي )) يقول سليمان بأمر اللّه عز وجل للملائكة الموكلين بالشمس (( ردوها علي )) يعني الشمس، فردوها عليه حتى صلى العصر في وقتها، وذلك أنه كان يعرض عليه الخيل لجهاد عدو، حتى توارت بالحجاب. |
﴿ ٣٣ ﴾