سورة الحجرات١مدنية، { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي اللّه ورسوله }، قرأ يعقوب ((لا تقدموا)) بفتح التاء والدال، من التقدم أي لا تتقدموا، وقرأ الآخرون بضم التاء وكسر الدال، من التقديم، وهو لازم بمعنى التقدم، [قال أبو عبيدة] تقول العرب لا تقدم بين يدي الإمام وبين يدي الأب، أي لا تعجل بالأمر والنهي دونه، والمعنى بين اليدين الأمام. والقدام أي لا تقدموا بين يدي أمرهما ونهيهما. واختلفوا في معناه روى الشعبي عن جابر أنه في الذبح يوم الأضحى، وهو قول الحسن ، أي لا تذبحوا قبل أن يذبح النبي صلى اللّه عليه وسلم، وذلك أن ناساً ذبحوا قبل صلاة النبي صلى اللّه عليه وسلم، فأمرهم أن يعيدوا الذبح. أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا سليمان بن رحب ، حدثنا شعبة، عن زيد، عن الشعبي ، عن الباء قال خطبنا النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم النحر، قال { إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل أن نصلي فإنما هو لحم عجله لأهله ليس من النسك في شيء }. وروى مسروق عن عائشة أنه في النهي عن صوم يوم الشك، أي لا تصوموا قبل أن يصوم نبيكم. أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا إبراهيم بن موسى ، حدثنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم عن ابن مليكة، أن عبد اللّه بن الزبير أخبرهم، أنه قدم ركب من بني تميم على النبي صلى اللّه عليه وسلم، فقال أبو بكر أمر القعقاع معبد بن زرارة، قال عمر بل أمر الأقرع بن حابس، قال أبو بكر ما أردت إلا خلافي، قال عمر ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزلت في ذلك { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي اللّه ورسوله } حتى انقضت. ورواه نافع عن ابن أبي مليكة، قال فنزلت { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي } إلى قوله { أجر عظيم }، وزاد قال ابن الزبير فما كان عمر يسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه، ولم يذكر عن أبيه، يعني أبا بكر. و قال قتادة نزلت الآية في ناس كانوا يقولون لو أنزل في كذا، أو صنع في كذا وكذا، فكره اللّه ذلك. وقال مجاهد لا تفتاتوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بشيء حتى يقضيه اللّه على لسانه. وقال الضحاك يعني في القتال وشرائع الدين لا تقضوا أمراً دون اللّه ورسوله. { واتقوا اللّه }، في تضييع حقه ومخالفة أمره، { إن اللّه سميع }، لأقوالكم، { عليم }، بأفعالكم. |
﴿ ١ ﴾