سورة التحريم

١

{ يا أيها النبي لم تحرم ما أحل اللّه لك تبتغي مرضاة أزواجك واللّه غفور رحيم }، وسبب نزولها ما

أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي،

أخبرنا أحمد بن عبد اللّه النعيمي،

أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا عبيد اللّه بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت {كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحب الحلواء ويحب العسل، وكان إذا صلى العصر جاز على نسائه فيدنو منهن، فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس، فسألت عن ذلك، فقيل لي أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل فسقت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم منها شربة، فقلت أما واللّه لنحتالن له، فذكرت ذلك لسودة، وقلت إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له يا رسول اللّه أكلت مغافير؟ فإنه سيقول لا، فقولي له ما هذه الريح وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح، فإنه سيقول سقتني حفصة شربة عسل، فقولي له جرست نحله العرفط، وسأقول ذلك وقوليه أنت يا صفية، فلما دخل على سودة، تقول سودة واللّه الذي لا إله إلا هو لقد كدت أن أباديه بالذي قلت لي وإنه لعلى الباب، فرقاً منك، فلما دنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قلت يا رسول اللّه أكلت مغافير؟ قال لا، قلت فما بال هذه الريح! قال سقتني حفصة شربة عسل، قالت جرست نحله العرفط، فلما دخل علي قلت له مثل ذلك، ودخل على صفية فقالت له مثل ذلك، فلما دخل على حفصة قالت له يا رسول اللّه ألا أسقيك منه قال لا حاجة لي به، قالت تقول سودة سبحان اللّه لقد حرمناه، قالت قلت لها اسكتي}.

أخبرنا عبد الواحد المليحي،

أخبرنا بن عبد اللّه النعيمي،

أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا الحسن بن محمد الصباح، حدثنا الحجاج عن ابن جريح قال زعم عطاء أنه سمع عبيد بن عمير يقول {سمعت عائشة رضي اللّه عنها أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلاً فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي صلى اللّه عليه وسلم فلتقل إني أجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير، فدخل على إحداهما فقالت له ذلك، فقال لا بأس شربت عسلاً عند زينب بنت جحش ولن أعود له، فنزلت } يا أيها النبي لم تحرم ما أحل اللّه لك تبتغي مرضاة أزواجك { إلى قوله }إن تتوبا إلى اللّه{ لعائشة وحفصة، }وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً{، لقوله بل شربت عسلاً}. وبهذا الإسناد قال حدثنا محمد بن إسماعيل،

أخبرنا إبراهيم بن موسى،

أخبرنا هشام بن يوسف، عن ابن جريح، عن عطاء بإسناده وقال قال لا، ولكن كنت أشرب عسلاً عند زينب بنت جحش فلن أعود له، وقد حلفت لا تخبري بذلك أحداً، يبتغي بذلك مرضاة أزواجه. وقال المفسرون وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقسم بين نسائه، فلما كان يوم حفصة استأذنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في زيارة أبيها فأذن لها، فلما خرجت أرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى جاريته مارية القبطية فأدخلها بيت حفصة، فوقع عليها فلما رجعت حفصة وجدت البابا مغلقاً، فجلست عند الباب فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ووجهه يقطر عرقاً، وحفصة تبكي فقال ما يبكيك؟ فقالت إنما أذنت لي من أجل هذا، أدخلت أمتك بيتي، ثم وقعت عليها في يومي وعلى فراشي، أما رأيت لي حرمة وحقاً؟ ما كنت تصنع هذا بامرأة منهن. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أليست هي جاريتي أحلها اللّه لي؟ اسكتي فهي حرام علي ألتمس بذاك رضاك، فلا تخبري بهذا امرأة منهن. فلما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قرعت حفصة الجدار التي بينها وبين عائشة فقالت ألا أبشرك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد حرم عليه أمته مارية، وإن اللّه قد أراحنا منها، وأخبرت عائشة بما رأت، وكانتا متصافيتين متظاهرتين على سائر أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم، فغضبت عائشة فلم تزل بنبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى حلف أن لا يقربها، فأنزل اللّه عز وجل {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل اللّه لك} يعني العسل ومارية {تبتغي مرضاة أزواجك واللّه غفور رحيم}.

وأمره أن يكفر يمينه ويراجع أمته،

﴿ ١