سورة القلم

١

{ن}، اختلفوا فيه فقال ابن عباس هو الحوت. الذي على ظهره الأرض. وهو قول مجاهد ومقاتل، والسدي، والكلبي. وروى أبو ظبيان عن ابن عباس قال أول ما خلق اللّه القلم، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة، ثم خلق النون فبسط الأرض على ظهره فتحرك النون فمادت الأرض، فأثبتت بالجبال وإن الجبال لتفخر على الأرض، ثم قرأ ابن عباس {ن والقلم وما يسطرون}.

واختلفوا في اسمه، فقال الكلبي ومقاتل اسمه يهموت. وقال الواقدي ليوثا. وقال كعب لويثا. وعن علي اسمه بلهوث. وقالت الرواة لما خلق اللّه الأرض وفتقها بعث من تحت العرش ملكاً فهبط إلى الأرض حتى دخل تحت الأرضين السبع فوضعها على عاتقه، إحدى يديه بالمشرق والأخرى بالمغرب، باسطتين قابضتين على الأرضين السبع، حتى ضبطها فلم يكن لقدميه موضع قرار، فأهبط اللّه عز وجل من الفردوس ثوراً له أربعون ألف قرن وأربعون ألف قائمة، وجعل قرار قدمي الملك على سنامه، فلم تستقر قدماه فأخذ ياقوتة خضراء من أعلى درجة في الفردوس غلظها مسيرة خمسمائة عام فوضعها بين سنام الثور إلى أذنه فاستقرت عليها قدماه، وقرون ذلك الثور خارجة من أقطار الأرض، ومنخراه في البحر فهو يتنفس كل يوم نفساً فإذا تنفس مد البحر وإذا رد نفسه جزر البحر فلم يكن لقوائم الثور موضع قرار، فخلق اللّه تعالى صخرة كغلظ سبع سموات وسبع أرضين فاستقرت قوائم الثور عليها وهي الصخرة التي قال لقمان لابنه {يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة} (لقمان- ١٦) ولم يكن للصخرة مستقر، فخلق اللّه نوناً وهو الحوت العظيم، فوضع الصخرة على ظهره وسائر جسده خال والحوت على البحر، والبحر على متن الريح، والريح على القدرة. يقال فكل الدنيا كلها بما عليها حرفان قال لها الجبار جل جلاله كوني فكانت. قال كعب الأحبار إن إبليس تغلغل إلى الحوت الذي على ظهره الأرض فوسوس إليه، فقال له أتدري ما على ظهرك يا لويثا من الأمم والدواب والشجر والجبال لو نفضتهم ألقيتهم عن ظهرك، فهم لويثا أن يفعل ذلك فبعث اللّه دابة فدخلت منخره فوصلت إلى دماغه فعج الحوت إلى اللّه منها فأذن لها اللّه فخرجت. قال كعب فوالذي نفسي بيده إنه لينظر إليها وتنظر إليه إن هم بشيء من ذلك عادت كما كانت.

وقال بعضهم نون آخر حروف الرحمن، وهي رواية عكرمة عن ابن عباس. وقال الحسن وقتادة والضحاك النون الدواة.

وقيل هو قسم أقسم اللّه به.

وقيل فاتحة السورة. وقال عطاء افتتاح اسمه نور وناصر. وقال محمد بن كعب أقسم اللّه بنصرته للمؤمنين. {والقلم}، هو الذي كتب اللّه به الذكر، وهو قلم من نور طوله ما بين السماء والأرض،

ويقال أول ما خلق اللّه القلم ونظر إليه فانشق بنصفين، ثم قال اجر بما هو كائن إلى يوم القيامة فجرى على اللوح المحفوظ بذلك. {وما يسطرون}، يكتبون أي ما تكتب الملائكة الحفظة من أعمال بني آدم.

﴿ ١