٢٥

قوله تعالى وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات الآية بشر مأخوذ من البشرة لأن ما يبشر به الإنسان من خير  شر يظهر عنه أثر في بشرة الوجه والأغلب استعمال البشارة في الخير وقد تستعمل في الشر مقيدة به كما

قال تعالى فبشرهم بعذاب أليم ومتى أطلق لفظ البشارة فإنما يحمل على الخير وفي

قوله تعالى وعملوا الصالحات رد على من يقول أن لفظة الإيمان بمجردها تقتضي الطاعات لأنه لو كان كذلك ما أعادها و جنات جمع جنة وهي بستان الشجر والنخل وبستان الكرم يقال له الفردوس

وروى النسائي عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ان ثياب الجنة تشقق عنها ثمر الجنة

وروى الترمذي عن ابى هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب قال أبو عيسى هذا حديث حسن انتهى من التذكرة ت وفي الباب عن ابن عباس وجرير بن عبد اللّه وغيرهما وسميت الجنة جنة

لأنها تجن من دخلها أي تستره ومنه المجن والجنن وجن الليل ومن تحتها معناه من تحت الأشجار التي يتضمنها ذكر الجنة ت ومن أعظم البشارات أن هذه الأمة هم ثلثا أهل الجنة وقد خرج أبو بكر بن أبي شيبة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال إن أمتي يوم القيامة ثلثا أهل الجنة إن أهل الجنة يوم القيامة عشرون ومائة صف وأن أمتي من ذلك ثمانون صفا وخرج ابن ماجه والترمذي عن بريدة بن حصيب قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم قال أبو عيسى هذا حديث حسن انتهى من التذكرة للقرطبي و الأنهار المياه في مجاريها المتطاولة الواسعة مأخوذة من أنهرت أي وسعت ومنه قول النبي صلى اللّه عليه وسلم ما أنهر الدم وذكر اسم اللّه عليه فكلوه معناه ما وسع الذبح حتى جرى الدم كالنهر ونسب الجري إلى النهر وإنما يجري الماء تجوزا كما قال سبحانه واسأل القرية

وروي أن أنهار الجنة ليست في أخاديد إنما تجري على سطح ارض الجنة منضبطة وقولهم هذا الذي رزقنا من قبل إشارة إلى الجنس أي هذا من الجنس الذي رزقنا منه من قبل والكلام يحتمل أن يكون تعجبا منهم وهو قول ابن عباس ويحتمل أن يكون خبرا من بعضهم لبعض قاله جماعة من المفسرين وقال الحسن ومجاهد يرزقون الثمرة ثم يرزقون بعدها مثل صورتها والطعم مختلف فهم يتعجبون لذلك ويخبر بعضهم بعضا وقال ابن عباس ليس في الجنة شيء مما في الدنيا سوى الأسماء وأما الذوات فمتباينة وقال بعض المتأولين المعنى أنهم يرون الثمر فيميزون أجناسه حين أشبه منظره ما كان في الدنيا فيقولون هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا وقال قوم إن ثمر الجنة إذا قطف منه شيء خرج في الحين في موضعه مثله فهذا إشارة إلى الخارج في موضع المجنى

وقوله تعالى متشابها قال ابن عباس وغيره معناه يشبه بعضه بعضا في المنظر ويختلف في الطعم و أزواج جمع زوج ويقال في المرأة زوجة والأول أشهر و مطهرة أبلغ من طاهرة أي مطهرة من الحيض والبزاق وسائر أقذار الآدميات و الخلود الدوام وخرج ابن ماجه عن أسامة بن زيد قال قال النبي صلى اللّه عليه وسلم ذات يوم لأصحابه إلا مشمر للجنة فإن الجنة لاخطر لها هي ورب الكعبة نور تتلألأ وريحانة تهتز وفصر مشيد ونهر مطرد وفاكهة كثيرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة في مقام أبد في حبرة ونضرة في دار عالية سليمة بهية قالوا نحن المشمرون لها يا رسول اللّه قال قولوا إن شاء اللّه ثم ذكر الجهاد وحض عليه وانتهى من التذكرة

وقوله لا خطر لها بفتح الطاء قيل معناه لا عوض لها

﴿ ٢٥