١٤١وقوله تعالى تلك أمة قد خلت الآية يعني بالأمة الأنبياء المذكورين والمخاطب في هذه الآية اليهود والنصارى وقولهم كونوا هودا نصارى تهتدوا نظير قولهم لن يدخل الجنة إلا من كان هودا نصارى والحنيف في الدين الذي مال عن الأديان المكروهة إلى الحق ويجيء الحنيف في الدين بمعنى المستقيم على جميع طاعات اللّه قوله تعالى قولوا آمنا باللّه وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما اوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم الآية هذا الخطاب لأمة صلى اللّه عليه وسلم - وما أنزل إلينا يعني القرءان والأسباط هم ولد يعقوب وهم روبيل وشمعون ولاوي ويهوذا وريالون ويشحر ودينة بنته وأمهم ليا ثم خلف على أختها راحيل فولدت له يوسف وبن يامين وولد له من سريتين ذان وتفثا لا وجاد وأشر والسبط في بني إسراءيل بمنزلة القبيلة في ولد إسماعيل فسموا الأسباط لأنه كان من كل واحد منهم سبط ولا نفرق بين أحد منهم أي لا نومن ببعض ونكفر ببعض كما تفعلون فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به أي فإن صدقوا تصديفا مثل تصديقكم فقد اهتدوا وإن تولوا أي أعرضوا يعني اليهود والنصارى فإنما هم في شقاق أي في مشاقة ومخالفة لك هم في شق وأنت في شق وقيل شاق معناه شق كل واحد وصل ما بينه وبين صاحبه ثم وعده تعالى أنه سيكفيه إياهم ويغلبه عليهم فكان ذلك في قتل بني قينقاع وبنى قريظة وإجلاء النضير وهذا الوعد وانتجازه من أعلام نبوءة نبينا صلى اللّه عليه وسلم - والسميع لقول كل قائل والعليم بما ينفذه في عباده وصيغة اللّه شريعته ودينه وسنته وفطرته قال كثير من المفسرين وذلك أن النصارى لهم ماء يصبغون فيه أولادهم فهذا ينظر إلى ذلك وقيل سمي الدين صبغة استعارة من حيث تظهر أعماله وسمته على المتدين كما يظهر الصبغ في الثوب وغيره ونصب الصبغة على الإغراء |
﴿ ١٣٧ ﴾