١٤٦وقوله تعالى الذين أتيناهام الكتاب يعرفونه الآية الضمير في يعرفونه عائد على الحق في القبلة والتحول إلى الكعبة قاله ابن عباس وغيره وقال مجاهد وغيره هو عائد على صلى اللّه عليه وسلم - أي يعرفون صدقه ونبوءته ت بل وصفاته وإن فريقا منهم ليكتمون الحق الفريق الجماعة وخص لأن منهم من أسلم ولم يكتم والإشارة بالحق إلى ما تقدم على الخلاف في ضمير يعرفونه وهم يعلمون ظاهر في صحة الكفر عنادا وقوله تعالى من ربك أي هو الحق فلا تكونن من الممترين الخطاب للنبي صلى اللّه عليه وسلم - والمراد أمته وامترى في الشيء إذا شك فيه ومنه المراء لأن هذا يشك في قول هذا وقوله تعالى ولكل وجهة الوجهة من المواجهة كالقبلة والمعنى ولكل صاحب ملة وجهة هو موليها نفسه قاله ابن عباس وغيره وقرأ ابن عامر هو مولاها أي اللّه موليها إياهم ثم أمر تعالى عباده باستباق الخيرات والبدار إلى سبيل النجاة وروى ابن المبارك في رقائقه بسنده أن النبي صلى اللّه عليه وسلم - قال من فتح له باب من الخير فلينتهزه فإنه لا يدري متى يغلق عنه انتهى ثم وعظهم سبحانه بذكر الحشر موعظة تتضمن وعيدا وتحذيرا ص أينما ظرف مضمن معنى الشرط في موضع خبر كان انتهى وقوله يأت بكم اللّه جميعا يعني به البعث من القبور وقوله تعالى ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما اللّه بغافل عما تعلمون معناه حيث كنت وإني توجهت من مشارق الأرض ومغاربها وكررت هذه الآية تأكيدا من اللّه سبحانه لأن موقع التحويل كان صعبا في نفوسهم جدا فأكد الأمر ليرى الناس التهمم به فيخف عليهم وتسكن نفوسهم إليه |
﴿ ١٤٦ ﴾