١٦٥

وقوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون اللّه اندادا الآية الند النظير والمقاوم قال مجاهد وقتادة المراد بالأنداد الأوثان كحب اللّه أي كحبكم للّه  كحبكم حسبما قدر كل وجه منها فرقة ومعنى كحبهم أي يسوون بين محبة اللّه ومحبة الأوثان ثم أخبر أن المؤمنين أشد حبا للّه لإخلاصهم وتيقنهم الحق

وقوله تعالى ولو ترى الذين ظلموا أي ولو ترى يا محمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم العذاب وفزعهم منه واستعظامهم له لأقروا أن القوة للّه  لعلمت أن القوة للّه جميعا فجواب لو مضمر على التقديرين وقد كان النبي صلى اللّه عليه وسلم علم ذلك ولكن خوطب والمراد أمته وقرأ حمزة وغيره بالياء أي ولو يرى في الدنيا الذين ظلموا حالهم في الآخرة إذ يرون العذاب لعلموا أن القوة للّه والذين اتبعوا بفتح التاء والباء هم العبدة لغير اللّه الضالون المقلدون لرؤسائهم  للشياطين وتبريهم هو بأن قالوا إنا لم نضل هؤلاء بل كفروا بإرادتهم والسبب في اللغة الحبل الرابط الموصل فيقال في كل ما يتمسك به فيصل بين شيئين وقال الذي اتبعوا أي الاتباع والكرة العودة إلى حال قد كان كذلك يريهم اللّه أعمالهم الآية يحتمل أن يكون من رؤية البصر ويحتمل رؤية القلب أي يريهم اللّه أعمالهم الفاسدة التي ارتكبوها وقال ابن مسعود اعمالهم الصالحة التي تركوها والحسرة أعلى درجات الندامة والهم بما فات وهي مشتقة من

الشيء الحسير الذي انقطع وذهبت قوته

وقيل من حسر إذا كشف

﴿ ١٦٥