٢٨١قوله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه إلى اللّه وروي أن قوله واتقوا نزلت قبل موت النبي صلى اللّه عليه وسلم بتسع ليال ثم لم ينزل بعدها شيء وروي بثلاث ليال وروي أنها نزلت قبل موته بثلاث ساعات وأنه صلى اللّه عليه و سلم قال اجعلوها بين آية الربا وأية الدين وحكى مكي أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال جاءني جبريل فقال اجعلها على مائتين وثمانين آية من البقرة وقوله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه إلى اللّه الآية وعظ لجميع الناس وأمر يخص كل إنسان ت حدثني من اثق به أنه جلس عند شيخ من الأفاضل يجود عليه القرآن فقرأت عليه هذه الآية فبكى عندها ثم بكى إلى ان فاضت نفسه ومال فحركوه فإذا هو ميت رحمه اللّه ونفع به يا هذا من صحا عقله من سكر هواه وجهله احترق بنار الندم والخجل من مهابة نظر ربه وتنكرت صورة حاله في عينه نفوس الأغبياء الجهال غافلة عن العظمة والجلال ولاهية عن أهوال المعاد والمآل مشغولة برذائل الأفعال وفضول القيل والقال والاستنباط والاحتيال لازدياد الأموال ولا يعلمون أنها فتنة ووبال وطول حساب وبلاء وبلبال اغتنموا يا ذوي البصائر نعمة الإمهال واطرحوا خوادع الأماني وكواذب الآمال فكأن قد فجأتكم هواجم الآجال انتهى من الكلم الفارقية في الحكم الحقيقية ويوما نصب على المفعول لا على الظرف وجمهور العلماء على أن هذا اليوم المحذر منه هو يوم القيامة والحساب والتوفية وقال قوم هو يوم الموت والأول اصح وهو يوم تنفطر لذكره القلوب وفي هذه الآية نص على أن الثواب والعقاب متعلق بكسب الإنسان وهذا رد على الجبرية |
﴿ ٢٨١ ﴾