٣٤وقوله تعالى ذرية بعضها من بعض أي متشابهين في الدين والحال وعمران هو رجل من بني إسرائيل وامرأة عمران اسمها حنة ومعنى نذرت جعلت لك ما في بطني محررا أي حبيسا على خدمة بيتك محررا من كل خدمة وشغل من أشغال الدنيا والبيت الذي نذرته له هو بيت المقدس فتقبل مني أي أرض عني في ذلك واجعله فعلا مقبولا مجازى به والسميع إشارة إلى دعائها والعليم إشارة إلى نيتها وقوله تعالى فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى واللّه أعلم بما وضعت الوضع الولادة وقولها رب إني وضعتها انثى لفظ خبر في ضمنه التحسر والتلهف وبين اللّه ذلك بقوله واللّه أعلم بما وضعت وقولها وليس الذكر كالأنثى تريد في امتناع نذرها إذ الأنثى تحيض ولا تصلح لصحبة الرهبان قاله قتادة وغيره وبدأت بذكر الأهم في نفسها وإلا فسياق قصتها يقتضي أن تقول وليس الأنثى كالذكر وفي قولها وإني سميتها مريم سنة تسمية الأطفال قرب الولادة ونحوه قول النبي صلى اللّه عليه وسلم ولد لي الليلة مولود فسميته باسم أبي إبراهيم وباقي الآية اعاذة قال النووي وروينا في سنن أبي داود بإسناد جيد عن أبي الدرداء عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم وفي صحيح مسلم عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال أحب أسمائكم إلى اللّه عز و جل عبد اللّه وعبد الرحمن وفي سنن أبي داود والنسائي وغيرهما عن ابي وهب الجشمي قال قال النبي صلى اللّه عليه وسلم تسموا بأسماء الأنبياء واحب الأسماء إلى اللّه تعالى عبد اللّه وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة أ ه وفي الحديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم لى اللّه لعيه وسلم من رواية أبي هريرة قال كل مولود من بني آدم له طعنة من الشيطان وبها يستهل الصبي إلا ما كان من مريم ابنت عمران وابنها فإن أمها قالت حين وضعتها وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم فضرب بينهما حجاب فطعن الشيطان في الحجاب وقد اختلفت ألفاظ هذا الحديث والمعنى واحد كما ذكرته قال النووي باب ما يقال عند الولادة روينا في كتاب ابن السني عن فاطمة رضي اللّه عنها أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما دنا ولادها أم سلمة وزينب بنت جحش أن تأتياها فتقرأ عندها أية الكرسي وأن ربكم اللّه إلى آخر الآية وتعوذ انها بالمعوذتين انتهى |
﴿ ٣٤ ﴾