٥٤

قوله تعالى ومكروا ومكر اللّه فقال تخليته إياهم مع مكرهم هو مكره بهم أ ه ونحوه عن الجنيد قال الفراء المكر من المخلوق الخب والحيلة ومن الإله الاستدراج قال اللّه تعالى سنستدرجهم من حيث لا يعلمون قال ابن عباس كلما احدثوا خطيئة أحدثنا لهم نعمة أ ه

وقوله تعالى إذ قال اللّه يا عيسى إني متوفيك الآية اختلف في هذا التوفي فقال الربيع هي وفاة نوم وقال الحسن وغيره هو توفى قبض وتحصيل أي قابضك من الأرض ومحصلك في السماء وقال ابن عباس هي وفاة موت ونحوه لمالك في العتبية وقال وهب بن منبه توفاه اللّه بالموت ثلاث ساعات ورفعه فيها ثم أحياه بعد ذلك وقال الفراء هي وفاة موت ولكن المعنى إني متوفيك في أخر أمرك عند نزولك وقتلك الدجال ففي الكلام تقديم وتأخير قال ع واجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى عليه السلام في السماء حي وإنه ينزل في آخر الزمان فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويقتل الدجال ويفيض العدل ويظهر هذه الملة ملة صلى اللّه عليه وسلم ويحج البيت ويعتمر ويبقى في الأرض أربعا وعشرين سنة

وقيل أربعين سنة ثم يميته اللّه تعالى قال ع فقول ابن عباس هي وفاة موت لا بد أن يتمم أما على قول وهب بن منبه وإما على قول الفراء

وقوله تعالى ورافعك إلى عبارة عن نقله من سفل إلى علو وإضافة اللّه سحبانه إضافة تشريف وإلا فمعلوم أنه سبحانه غير متحيز في جهة

ومطهرك أي من دعاوى الكفر ومعاشرتهم

وقوله وجاعل الذين اتبعوك الآية قال جمهور المفسرين بعموم اللفظ في المتبعين فتدخل في ذلك أمة صلى اللّه عليه وسلم لأنها متبعة لعيسى قاله قتادة وغيره وكذلك قالوا بعموم اللفظ في الكافرين فمقتضى الآية إعلام عيسى عليه السلام أن أهل الإيمان به كما يجب هم فوق الذين كفروا بالحجة والبرهان والعز والغلبة ويظهر من عبارة ابن جريج وغيره أن المراد المتبعين له في وقت استنصاره وهم الحواريون

وقوله تعالى ثم إلي مرجعكم خطاب لعيسى والمراد الإخبار بالقيامة والحشر وباقي الآية بين وتوفيه الأجور هي قسم المنازل في الجنة فذلك هو بحسب الأعمال وأما نفس دخول الجنة فبرحمة اللّه وتفضله سبحانه

وقوله تعالى ذلك نتلوه عليك من الآيات الآية ذلك إشارة إلى ما تقدم من الأنباء ونتوله معناه نسرده ومن الآيات ظاهره آيات القرآن ويحتمل أن يريد من المعجزات والمستغربات أن تأتيهم بهذه الغيوب من قبلناوبسبب تلاوتنا والذكر ما ينزل من عند اللّه قال ابن عباس الذكر القرآن والحكيم الذي قد كمل في حكمته

وقوله تعالى إن مثل عيسى عند اللّه الآية قال ابن عباس وغيره سبب نزولها محاجة نصارى نجران فى امر عيسى وقولهم يا محمد هل رأيت بشرا قط جاء من غير فحل  سمعت به ومعنى الآية إن المثل الذي تتصوره النفوس والعقول من عيسى هو كالمتصور من آدم إذ الناس مجمعون علىأن اللّه تعالى خلقه من تراب من غير فحل وفي هذه الآية صحة القياس

وقوله تعالى ثم قال ترتيب للإخبار لصلى اللّه عليه وسلم المعنى خلقه من تراب ثم كان من أمره في الأزل أن قال له كن وقت كذا

﴿ ٥٤