١٣٨وقوله تعالى هذا بيان للناس يريد به القرآن قاله الحسن وغيره وقال جماعة الإشارة بهذا إلى قوله تعالى قد خلت من قبلكم سنن وقال الفخر يعني بقوله هذا بيان ما تقدم من أمره سبحانه ونهيه ووعده ووعيده وذكره لأنواع البينات والآيات أ ه ثم نهى سبحانه المؤمنين عن الوهن وهو الضعف وانسهم بأنهم الأعلون أصحاب العاقبة ومن كرم الخلق أن لا يهن الإنسان في حربه إذا كان محقا وإنما يحسن اللين في السلم والرضى ومنه قوله صلى اللّه عليه و سلم المؤمن هين لين وقوله سبحانه وأنتم الأعلون اخبار بعلو كلمة الإسلام هذا قول الجمهور وهو ظاهر اللفظ قال ص وأنتم الأعلون في موضع نصب على الحال وقوله سبحانه إن كنتم مؤمنين المقصد هز النفوس وإقامتها ويترتب من ذلك الطعن على من نجم في ذلك اليوم نفاقه اضطرب يقينه أي لا يتحصل الوعد إلا بالإيمان فالزموه ثم قال تعالى تسلية للمؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله والأسوة مسلاة للبشر ومنه قول الخنساء ... ولولا كثرة الباكين حولي ... على أخوانهم لقتلت نفسي ... ... وما يبكون مثل أخي ولكن ... أعزى النفس عنه بالتأسي والقرح القتل والجراح قاله مجاهد وغيره وقوله تعالى وتلك الأيام نداولها بين الناس أخبر سبحانه على جهة التسليه أن الأيام على قديم الدهر وغابره أيضا إنما جعلها دولا بين البشر أي فلا تنكروا أن يدال عليكم الكفار |
﴿ ١٣٨ ﴾