١٦٣

وقوله سبحانه هم درجات عند اللّه قال ابن إسحاق وغيره المراد بذلك الجمعان المذكوران اهل الرضوان واصحاب السخط أي لكل صنف منهم تباين في نفسه في منازل الجنة وفي اطباق النار أيضا وقال مجاهد والسدي ما ظاهره ان المراد بقوله هم إنما هو لمتبعى الرضوان أي لهم درجات كريمة عند ربهم وفي الكلام حذف تقديره هم ذوو درجات والدرجات المنازل

بعضها اعلى من بعض في المسافة  في التكرمة  في العذاب وباقي الآية وعد ووعيد

وقوله تعالى لقد من اللّه على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم الآية اللام في لقد لام القسم ومن في هذه الآية معناه تطول وتفضل سبحانه وقد يقال من بمعنى كدر معروفه بالذكر فهي لفظة مشتركة

وقوله من أنفسهم أي في الجنس والسان والمجاورة فكونه من الجنس يوجب الأنس به وكونه بلسانهم يوجب حسن التفهيم وكونه جارا وربيا يوجب التصديق والطمأنينة إذ قد خبروه وعرفوا صدقه وأمانته ثم وقف اللّه سبحانه المؤمنين على الخطأ في قلقهم للمصيبة التي نزلت بهم وإعراضهم عما نزل بالكفار فقال  لما اصابتكم مصيبة أي يوم احد قد اصبتم مثليها أي يوم بدر إذ قتل من الكفار سبعون وأسر سبعون هذا تفسير ابن عباس والجمهور وقال الزجاج واحد المثلين هو قتل السبعين يوم بدر

والثاني هو قتل اثنين وعشرين يوم احد ولا مدخل للإسرى لأنهم قد فدوا وانى معناها كيف ومن اين قل هو من عند انفسكم أي حين خالفتم النبي صلى اللّه عليه وسلم في الرأي حين رأى ان يقيم بالمدينة ويترك الكفار بشر محبس فأبيتم إلا الخروج وهذا هو تأويل الجمهور وقالت طائفة هو من عند أنفسكم إشارة إلى عصيان الرماةوتسبيبهم الهزيمة على المؤمنين وقال علي والحسن بل ذلك لما قبلوا الفداء يوم بدر وذلك أن اللّه سبحانه أخبرهم على لسان نبيه بين قتل الاسرى  يأخذوا الفداء على ان يقتل منهم عدة الإسرى فاختاروا أخد الفداء ورضوا بالشهادة فقتل منهم يوم احد سبعون قلت وهذا الحديث رواه الترمذي عن علي رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال أحمد بن نصر الداودي وعن الضحاك أني هذا أي باي ذنب هذا قال ابن عباس قل هو من عند أنفسكم عقوبة لمعصيتكم لنبيكم عليه السلام اه

﴿ ١٦٣