٨وقوله تعالى وإذا حضر القسمة أولوا القربى الآية اختلف فيمن خوطب بهذه الآية فقيل الخطاب للوارثين وقيل للمحتضرين والمعنى إذا حضركم الموت أيها المؤمنون وقسمتم أموالكم بالوصية وحضركم من لا يرث من ذوى القرابة واليتامى فارزقوهم منه قاله ابن عباس وغيره واختلف هل هي منسوخة بآية المواريث هي محكمة وعلى انها محكمة فهل الأمر على الوجوب فيعطى لهم ما خف على الندب خلاف والضمير في قوله فارزقوهم وفي قوله لهم عائد على الاصناف الثلاثة والقول المعروف كل ما يتأنس به من دعاء عدة غير ذلك وقوله تعالى وليخش الذين لو تركوا من خلفهم الآية اختلف من المراد في هذه الآية فقال ابن عباس وغيره المراد من حضر ميتا حين يوصى فيقول له قدم لنفسك وأعط لفلان وفلان ويوذى الورثة بذلك فكأن الآية تقول لهم كما كنتم تخشون على ورثتكم وذريتكم بعدكم فكذلك فاخشوا على ورثة غيركم ولا تحملوه على تبذير ماله وتركهم عالة وقال مقسم وحضرمي نزلت في عكس ذلك وهو أن يقول للمحتضر امسك على ورثتك وأبق لولدك وينهاه عن الوصية فيضر بذلك ذوى القربى واليتامى والمساكين وكل من يستحق أن يوصى له فقيل لهم كما كنتم تخشون على ذريتكم وتسرون بأن يحسن إليهم فكذلك فسددوا القول في جهة اليتامى والمساكين قال ع والقولان لا يطردان في كل الناس بل الناس صنفان يصلح لأحدهما القول الواحد وللآخر القول الثاني وذلك أن الرجل إذا ترك ورثة اغنياء حسن ان يندب الى الوصية ويحمل على ان يقدم لنفسه واذا ترك ورثة ضعفاء مقلين حسن أن يندب إلى الترك لهم والاحتياط فإن اجره في قصد ذلك كأجره في المساكين فالمراعي إنما هو الضعف فيجب أن يمال معه وقال ابن عباس أيضا المراد بالآية ولاة الأيتام فالمعنى أحسنوا إليهم وسددوا القول لهم واتقوا اللّه في أكل أموالهم كما تخافون على ذريتكم أن يفعل بهم خلاف ذلك وقالت فرقة بل المراد جميع الناس فالمعنى أمرهم بالتقوى في الأيتام وأولاد الناس والتسديد لهم في القول وإن لم يكونوا في حجورهم كما يريد كل أحد أن يفعل بولده بعده والسديد معناه المصيب للحق وقوله تعالى إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما الآية أكثر الناس أن الآية نزلت في الأوصياء الذين يأكلون ما لم يبح لهم من أموال اليتامى وهي تتناول كل أكل وإن لم يكن وصيا وورد في هذا الوعيد أحاديث منها حديث أبي سعيد الخدري قال حدثنا النبي صلى اللّه عليه وسلم عن ليلة أسري به قال رأيت قوما لهم مشافر كمشافر الإبل وقد وكل بهم من يأخذ بمشافرهم ثم يجعل في أفواههم صخرا من نار تخرج من أسافلهم قلت يا جبريل من هؤلاء قال هم الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما قلت تأمل رحمك اللّه صدر هذه السورة معظمة إنما هو في شأن الأجوفين بالبطن والفرج مع اللسان وهما المهلكان وأعظم الجوارح آفة وجناية علىالإنسان وقد روينا عن مالك في الموطإ عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال من وقاه اللّه شر اثنتين ولج الجنة ما بين لحييه وما بين رجليه قال أبو عمر بن عبد البر في التمهيد ومعلوم أنه أراد صلى اللّه عليه و سلم ما بين لحييه اللسان وما بين رجليه الفرج واللّه أعلم ولهذا أردف مالك حديثه هذا بحديثه عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب دخل على أبي بكر رضي اللّه تعالى عنه وهو يجبذ لسانه فقال له عمر مه غفر اللّه لك فقال أبو بكر إن هذا أوردني الموارد قال أبو عمر وفي اللسان آثار كثيرة ثم قال أبو عمر وعن أبي هريرة أن أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان البطن والفرج ثم أسند أبو عمر عن سهل بن سعد عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال من يتكفل لي بما بين لحييه وما بين رجليه وأضمن له الجنة ومن طريق جابر نحوه انتهى والصلى هو التسخن بقرب النار بمباشرتها والمجترق الذي يذهبه الحرق ليس بصال إلا في بدء أمره وأهل جهنم لا تذهبهم النار فهم فيها صالون أعاذنا اللّه منها بجوده وكرمه والسعير الجمر المشتعل وهذه آية من آيات الوعيد والذي يعتقده أهل السنة أن ذلك نافذ على بعض العصاة ليلا يقع الخبر بخلاف مخبره ساقط بالمشيئة عن بعضهم |
﴿ ٨ ﴾