٩٠

وقوله تعالى إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق الآية قال ص إلا الذين يصلون استثناء متصل من

مفعول فخذوهم واقتلوهم انتهى قال ع هذه الآية من آيات الموادعة في أول الإسلام ثم نسخت بما في سورة براءة فالآية تقتضي أن من وصل من المشركين الذين لا عهد بينهم وبين النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى هؤلاء أهل العهد فدخل في عدادهم وفعل فعلهم من الموادعة فلا سبيل عليه

وقوله تعالى  جاءوكم عطف على يصلون ويحتمل أن يكون على قوله بينكم وبينهم ميثاق والمعنى في العطفين مختلف وهذا أيضا حكم قبل أن يستحكم أمر الإسلام فكان المشرك إذا اعتزل القتال وجاء إلى دار الإسلام مسالما كارها لقتال قومه مع المسلمين ولقتال المسلمين مع قومه لا سبيل عليه وهذه نسخت أيضا بما في براءة ومعنى حصرت ضاقت وحرجت ومنه الحصر في القول وهو ضيق الكلام على المتكلم وحصرت في موضع نصب على الحال والسلام في قوله لسلطهم جواب لو والمعنى ولو شاء اللّه لسلط هؤلاء الذين هم بهذه الصفة من المسالمة والمتاركة عليكم فإن اعتزلوكم أي إذا وقع هذا فلم يقاتلوكم فلا سبيل لكم عليهم وهذا كله والذي في سورة الممتحنة لا ينهاكم اللّه الآية منسوخ قاله قتادة وغيره والسلم هاهنا الصلح

﴿ ٩٠