سورة المؤمنين

وهى مكية

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

قوله سبحانه قد افلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون اخبر اللّه سبحانه عن فلاح المؤمنين وانهم نالوا البغية واحرزوا البقاء الدائم ت وعن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه قال كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اذا نزل عليه الوحى يسمع عند وجهه صلى اللّه عليه و سلم دوى كدوى النحل فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة وسرى عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال

اللّهم زدنا ولا تنقصنا واكرمنا ولا تهنا واعطنا ولا تحرمنا وءاثرنا ولا تؤثر علينا وارضنا وارض عنا ثم قال انزلت على عشر ءايات من اقامهن دخل الجنة ثم قرأ قد افلح المؤمنون حتى ختم عشر ءايات رواه الترمذى واللفظ له والنساءى والحاكم فى المستدرك وقال صحيح الإسناد انتهى من سلاح المؤمن ت وقد نص بعض ائمتنا على وجوب الخشوع فى الصلاة قال الغزالى رحمه اللّه ومن مكائد الشيطان ان يشغلك فى الصلاة بفكر الآخرة وتدبير فعل الخيرات لتمتنع عن فهم ما تقرأة واعلم ان كل ما اشغلك عن معانى قراءتك فهو وسواس فإن حركة اللسان غير مقصودة بل المقصود معانيها انتهى من الأحياء

وروى عن مجاهد ان اللّه تعالى لما خلق الجنة واتقن حسنها قال قد افلح المؤمنون ثم وصف تعالى هؤلاء المفلحين فقال الذين هم فى صلاتهم خاشعون والخشوع التطامن وسكون الاعضاء والوقار وهذا انما يظهر فى الأعضاء ممن فى قلبه

خوف واستكانه لأنه اذا خشع قلبه خشعت جوارحه

وروى ان سبب الآية ان المسلمين كانوا يلتفتون فى صلاتهم يمنة ويسرة فنزلت هذه الآية وأمروا ان يكون بصر المصلى حذاء قبلته  بين يديه وفى الحرم الى الكعبة واللغو سقط القول وهذا يعم جميع ما لا خير فيه ويجمع ءاداب الشرع وكذلك كان النبى صلى اللّه عليه و سلم واصحابه اي يعرضون عن اللغو وكأن الآية فيها موادعة

والذين هم للزكوة فاعلون ذهب الطبرى وغيره الى انها الزكاة المفروضة فى الأموال وهذا بين ويحتمل اللفظ ان يريد بالزكاة الفضائل كأنه اراد الأزكى من كل فعل كما

قال تعالى خير منه زكاة واقرب رحما

﴿ ١